سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القرار ال1386 يجيز نشر القوات الدولية واستخدام القوة عند الضرورة ويدعو الى اعمار افغانستان . تسليم وتسلم بين رباني وكارزاي في كابول اليوم والولايات المتحدة أول دولة تعترف بالحكومة الموقتة
نالت الحكومة الأفغانية الموقتة الاعتراف الدولي الأول بها من الولاياتالمتحدة التي استبقت حفلة التسلم اليوم، بمبايعة حكومة حميد كارزاي وتسليم ممثليه السفارة الأفغانية في واشنطن. وستشهد كابول صباحاً حفلة تليق بالحدث الذي من المتوقع ان ينهي 23 عاماً من الحروب في أفغانستان، يلقي خلالها الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني كلمة ويسلم مقاليد الحكم الى كارزاي. وسيتوالى على الكلام الى الزعيمين المذكورين عبدالرسول سياف والأخضر الابراهيمي ويونس قانوني. وقبيل التسلم أنهى مجلس الأمن في نيويورك مسألة القوات الدولية المتعددة الجنسيات وأقرّ انتشارها بقرار حمل الرقم 1386 وذلك إثر مناقشات استغرقت وقتاً بسبب الخلاف على مرجعية القوات. وكانت القوات البريطانية في طليعة الواصلين الى كابول حيث انتشر 80 جندياً منها في محيط المقر الرئاسي. ويتوقع ان يصل عدد هذه القوات التي سيقتصر انتشارها في العاصمة وضواحيها الى خمسة آلاف جندي من دول حلف شمال الاطلسي ناتو ودول اسلامية في طليعتها تركيا. كابول، قاعدة باغرام الجوية أفغانستان - "الحياة"، أ ف ب، أ ب، رويترز- أعلن الموفد الاميركي الخاص الى افغانستان جيمس دوبينز أمس ان الولاياتالمتحدة ستعترف بالحكومة الافغانية الموقتة الجديدة التي ستتولى مهماتها في كابول صباح اليوم. وقال ان الحكومة الموقتة ستكون الحكومة الافغانية الوحيدة المعترف بها في واشنطن، وان السفارة الأفغانية في واشنطن ستكون سفارة حميد كارزاي الذي سيترأس هذه الحكومة. وتتسلم السلطة الجديدة مهماتها في احتفال رسمي يستغرق ساعتين في وزارة الداخلية، بحسب ما أفادت مصادر الرئاسة. وتفتتح الحفلة عند الساعة 00،11 بالتوقيت المحلي 30،6 توقيت غرينيتش بآي من القرآن الكريم والنشيد الوطني، ويلقي بعد ذلك الزعيم البشتوني الاكثر نفوذاً في تحالف الشمال عبدالرسول سياف خطاباً. وستتعاقب بعد ذلك خطابات مقتضبة يلقيها ممثل الامين العام للامم المتحدة ومهندس الاتفاقات الافغانية في بون الاخضر الابراهيمي ومبعوث منظمة المؤتمر الاسلامي. ثم يلقي الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني كلمة يليه خلفه على رأس الدولة رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي الذي سيؤدي اليمين الدستورية. ويتحدث أخيراً وزير الداخلية يونس قانوني المكلف تنظيم الحفلة بوصفه ممثلاً للحكومة الجديدة. ويتوقع مشاركة العديد من شخصيات المجتمع الدولي منها وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار وموفدو فرنسا والمانيا وبريطانيا وكذلك وزير الخارجية الايراني كمال خرازي. وسيكون من مسؤوليات السلطة الموقتة التحضير للدعوة في غضون ستة اشهر لانعقاد "لويا جيرغا"، وهو مجلس الشورى التقليدي المكلف التحضير لتشكيل حكومة انتقالية قبل اجراء الانتخابات في حلول عامين. وسيكون امام هذه السلطة الانتقالية مهمة صعبة تتمثل بوضع حد ل23 عاماً من الحرب خلفت دماراً كبيراً في البلاد. إنزال بريطاني واستعداداً لعملية التسلم والتسليم، وصل الى كابول 80 جندياً بريطانياً من مشاة البحرية الملكية قادمين من مطار باغرام، تحت غطاء جوي مكثف، ليكونوا طليعة القوة الدولية في أفغانستان. وكان مشاة البحرية الملكية البريطانية وصلوا ليل أول من أمس الى القاعدة، بناء على قرار لمجلس الأمن. وقال القومندان مات جونز قائد هذه الفرقة: "هذه هي المرحلة الاولى من القوة الدولية للمساعدة والامن. ونحن هنا للبدء في توفير الامن وتقديم المساعدة". وأضاف: "سنقدم مساعدة لتسير الامور على ما يرام، وسنؤمن حضوراً لمؤازرة الحكومة الجديدة الموقتة". وقال ان المهمة ستبدأ عندما يبدأ العناصر بتأمين المواكبة بين باغرام وكابول للشخصيات التي ستأتي لحضور حفلة تسلم الحكومة الجديدة مهماتها. القرار ال 1386 وكان مجلس الامن أقر بالاجماع مساء أول من أمس ارسال قوة متعددة الجنسيات لمدة ستة أشهر الى كابول والمناطق المحيطة بها، على ان تتولى بريطانيا قيادتها، فيما استعدت الولاياتالمتحدة لانقاذ افراد هذه القوة في حال الطوارئ وترك لها القرار النهائي في حال أي خلاف على الأرض على نفوذ القوتين الأميركية والدولية. وصوت أعضاء المجلس الخمسة عشر في دقائق معدودة على القرار الرقم 1386 الذي تقدمت به بريطانياوفرنسا في هذا الشأن. وحضر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عملية التصويت. وقال السفير البريطاني جيريمي غرينستوك عقب التصويت "انه يوم مهم لافغانستان". وأضاف مخاطباً الصحافيين: "لدينا الان قرار من الاممالمتحدة والمملكة المتحدة مستعدة للتوجه الى هناك". وأوضح ان مجلس الأمن "ساعد أفغانستان الآن في اتخاذ الخطوة الأولى نحو توفير الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي". من جهته قال السفير الاميركي جون نغروبونتي ان "من المهم جداً ان يوجه المجتمع الدولي رسالة الدعم هذه الى القيادة الافغانية". مشيراً الى أهمية "الاجماع" على القرار. وشكر الاستعداد البريطاني لقيادة القوة الدولية. وقال ان من المهم "ألا تتدخل" القوة الدولية "في جهودنا المستمرة الهادفة الى اقتلاع القاعدة"، في إشارة الى العمليات العسكرية الأميركية المتواصلة ضد حركة "طالبان" وشبكة "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. وزاد ان هناك وضوح لجهة صلاحيات القوة الدولية الأمنية في موازاة قوة التحالف التي لم تنه مهماتها بعد. وبحسب ديبلوماسيين فان هذه القوة التي ستقودها بريطانيا لمدة ثلاثة أشهر ستضم من ثلاثة الى خمسة آلاف جندي جلهم من الدول الاوروبية الاعضاء في الحلف الاطلسي. وتشارك فرنسا وايطاليا واسبانيا وكندا في القوة الدولية، وكذلك تركيا المرشحة لتحل مكان بريطانيا لاحقاً في قيادة القوة. ومن المتوقع أن تسهم فيها أيضاً دول اسلامية تشمل ماليزيا والاردن واندونيسيا وبنغلادش. ووضع القرار الخاص بهذه القوة تحت البند السابع من شرعة الاممالمتحدة ما يتيح لعناصرها استعمال القوة لتنفيذ مهامهم. وحض القرار رقم 1386 الدول المجاورة لأفغانستان على تقديم كل مساعدة ضرورية تُطلب منها. ويستمر التفويض الاولي للقوة الجديدة التي يطلق عليها "القوة الدولية للمساعدة في الامن" ستة أشهر قابلة للتجديد لحفظ السلام في كابول وحولها. ويحتاج الانتقال لأبعد من ذلك، لقرار آخر. ولكن قرار التفويض صدر خالياً من تحديد اي عدد للقوات وهو ما تعتقد بريطانيا انه سيبلغ في نهاية المطاف خمسة آلاف رجل. اعتراض ألماني واستمر التجاذب السياسي بين برلين ولندن في شأن القوة العسكرية الدولية. وبدا الخلاف واضحاً أمس بين الموقف البريطاني الداعي الى وضع قيادة القوة تحت امرة القوات الاميركية العاملة هناك وبين رفض الحكومة الالمانية القاطع لذلك، على رغم موافقة برلين على المشاركة في القوة الدولية، بحسب ما جاء على لسان وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ في حديث الى صحيفة "بيلد" الالمانية الصادرة أمس. واكد شاربينغ ضرورة "التمييز الواضح بين قوة الاممالمتحدة والحملة الجارية ضد الارهاب في افغانستان". وزاد ان المستشار الالماني غيرهارد شرودر ووزير الخارجية يوشكا فيشر "على اتفاق كامل في شأن ضرورة التفريق بين الأمرين". لكن مجلس الوزراء الألماني أقر ب"الحاجة الى التنسيق والتعاون الوثيق على الارض" مع القوات الاميركية. وبذلك توافق برلين ضمناً على وضع القوة المتعددة الجنسيات في أفغانستان تحت امرة القيادة المركزية الاميركية. وسيرفع اقتراح مجلس الوزراء اليوم الى مجلس النواب الذي يتعين ان يعطي موافقته على اي تدخل للقوات الالمانية خارج حدود منظمة حلف شمال الاطلسي. وجاء في قرار مجلس الوزراء ان ألمانيا سترسل 1200 عنصر الى أفغانستان، وأوضح شاربينغ ان هولندا والدنمارك مستعدتان لارسال 250 عنصراً الى جانب القوات الالمانية، ما يرفع عديد هذه الوحدة المشتركة الى 1450 عنصراً كحد اقصى. وأضاف ان هذه القوة ستتألف بصورة خاصة من فرق مشاة وآليات.