كابول، باريس، برلين، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز - اعلن الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حميد كارزاي امس، عن عزمه على اجراء «حوار مصالحة وطنية» مع حركة «طالبان» اذا اعيد انتخابه، وذلك في «الأيام المئة الأولى» من ولايته الرئاسية الجديدة.وأوضح كارزاي ان الحوار لن يشمل «طالبان الذين لن يتخلوا عن علاقاتهم مع القاعدة او يرفضون الاعتراف بالدستور الأفغاني». ورأى ان ذلك امر يجب ان تعرفه الدول الإسلامية التي تحاول الوساطة لحل المشكلة الأفغانية. وأبدى كارزاي استعداده «اعتباراً من غد»، لمنح تصاريح لعناصر «طالبان» ليتمكنوا من التوجه الى كابول للتفاوض. وتفادى كارزاي الإجابة على سؤال عن امكان منح منصب لخصمه في الانتخابات عبد الله عبد الله، وقال كرزاي: «اذا فزت ساعرض على كل الأفغان الكفوئين الذين يرغبون في العمل معي لخير البلاد، وظيفة في الحكومة». وعلق كارزاي مجدداً على الغارة التي شنها الأميركيون في قندوز، مستنكراً اعلان التحالف ان الغارة كانت « خطأ تقدير». وأضاف: «اكثر من تسعين قتيلاً من اجل شاحنة صغيرة وكانت سقطت في نهر. لماذا لم يرسلوا قوات برية لانتشالها؟». وأوضح ان قائد القوات الأميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال قال له عندما اتصل به ليقدم «اعتذاراته»، انه «لم يصدر الأمر بالقصف». من جهة أخرى، دعت المانيا وبريطانيا الى عقد مؤتمر للأمم المتحدة في شأن افغانستان هذا العام، يضع خطة لنقل المسؤوليات الأمنية الى السلطات الأفغانية تمهيداً لخفض مستويات القوات الأجنبية. وأعلنت المستشارة الألمانية انغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون المبادرة في مؤتمر صحافي في برلين، قائلين انهما يطرحانها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقالت مركل للصحافيين: «خطتنا هي اعداد الحكومة الأفغانية خلال الفترة الانتقالية التالية لتحمل عدداً اكبر من المسؤوليات بنفسها». وأضافت: «سنساعد في التدريب وإعادة الإعمار المدني ولكن الهدف هو الا يغيب عن ابصارنا ايجاد هيكل أمني قادر على الاستمرار في افغانستان». وتابعت: «يتعين علينا ان نمضي قدماً بطريقة حاسمة في هذا الصدد ومع نهوض الأفغان بمزيد من المسؤوليات عن امنهم يمكن تقليص المشاركة الدولية». ويتعرض كل من مركل وبراون لضغوط من الرأي العام في بلديهما الذي تتزايد شكوكه في شأن مهمة حلف شمال الأطلسي في افغانستان. ولبريطانيا تسعة آلاف جندي في البلاد اما المانيا فلديها 4200 جندي. وقال براون ان المؤتمر ستحضره الحكومة الأفغانية القادمة والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والدول الرئيسية التي تساهم في مهمة الحلف هناك. وأضاف ان الهدف هو النظر في المرحلة التالية للمهمة في مجالات الأمن والحكم والتنمية ومعرفة كيف يمكن للأفغان «القيام بدور اكبر في المستقبل». صناديق اقتراع وهمية على صعيد آخر، افادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأحد، ان انصار كارزاي قاموا قبل الانتخابات الرئاسية في 20 آب (اغسطس) الماضي، بتسجيل مئات مراكز التصويت الوهمية احتسبت فيها لاحقاً مئات الى آلاف الأصوات لمصلحة الرئيس الأفغاني. ونقلت الصحيفة عن موظفين افغان وغربيين لم تذكر هويتهم انه تم احصاء ما لا يقل عن 800 من مراكز التصويت الزائفة هذه التي لم تكن موجودة سوى على الورق. وقال موظفون محليون انه تم احتساب مئات الى آلاف الأصوات المؤيدة لكارزاي في كل من هذه المراكز الوهمية. وقال ديبلوماسي غربي للصحيفة: «نعتقد ان نحو 15 في المئة من مكاتب التصويت لم تفتح ابوابها اطلاقاً يوم الانتخابات، لكنه اعلن عن آلاف الأصوات فيها لمصلحة كارزاي». الى ذلك، قال ضابط شرطة افغاني بارز امس، ان صاروخاً اصاب منطقة سكنية في العاصمة الأفغانية كابول ما ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين. وقال سيد جعفر قائد الإدارة الجنائية في شرطة كابول ان القتلى زوجان وابنهما. وأصيب اثنان آخران من افراد العائلة في الهجوم الذي اصاب منزلاً في الجزء الغربي من المدينة . وقال جعفر ان الصواريخ اطلقت من منتجع باجمان الجبلي في الضواحي الغربيةلكابول.