إسلام آباد، كابول - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - شهدت العاصمة الافغانية كابول امس، نشاطاً سياسياً وحركة اتصالات ديبلوماسية مكثفة، تزامنت مع وصول رئيس الحكومة الموقتة حامد كارزاي اليها، لترتيب تسلمه السلطة في 22 الشهر الجاري، بحسبما ورد في اتفاق بون بين الفصائل الافغانية. ووصل فرانسيس فيندريل مساعد المبعوث الدولي الى افغانستان الاخضر الابراهيمي الى كابول امس، في اطار الترتيبات نفسها، فيما استقبلت العاصمة الافغانية ثلاثة وزراء اوروبيين ايضاً، في اول حركة على هذا المستوى منذ الاجتياح السوفياتي قبل 23 عاماً. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة في افغانستان يوسف حسن ان زيارة فيندريل مخصصة لاجراء اتصالات مع اعضاء الحكومة الموقتة الجديدة، استكمالاً للمحادثات التي اجراها الابراهيمي في كابول قبل يومين مع الرئيس برهان الدين رباني واركان حكومته وتناولت مسألتي نقل السلطة ونشر قوة دولية في المدينة لحماية المرافق العامة. وفي الوقت نفسه، اعلن الناطق الدولي ان وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الالمانية هايديماري فيكسوريك-تزويل ووزير التعاون الفرنسي شارل جوسلان وصلا على متن طائرة واحدة الى كابول امس. وقال ناطق باسم السفارة الايطالية ان نائبة وزير الخارجية الايطالي مارغريتا بونيفيه وصلت مباشرة من ايطاليا على متن طائرة نقلت مساعدات انسانية. كذلك، افادت ناطقة باسم وزارة الخارجية في بكين ان وفداً ديبلوماسياً صينياً سيسافر الى افغانستان اليوم للاجتماع مع مسؤولي الحكومة ودرس امكان اعادة فتح السفارة الصينية في كابول. وحملت الوزيرة الالمانية في الطائرة معها الى كابول، ادوية واجهزة تستخدم في نزع الالغام الارضية. وقالت: ان "اعادة بناء افغانستان التي مزقتها الحرب تتطلب التزاماً حازماً على المدى الطويل من المجتمع الدولي". واضافت: "ستقدم الحكومة الالمانية مساهمتها". وذكرت ان المانيا خصصت هذا العام نحو 50 مليون يورو 45 مليون دولار من اجل افغانستان. وهي تهدف في زيارتها التي تستغرق يومين الى البحث في اجراءات المساعدة وحاجات اعادة البناء في افغانستان. وقالت: ان "المانيا خصصت ايضاً 80 مليون يورو 7،72 مليون دولار لاعادة البناء". وتعطي هذه الحركة الديبلوماسية المحمومة، دفعاً كبيراً لحكومة كارزاي الموكلة اليها مهمة اعادة وضع هيكلية اساسية للمؤسسات الدستورية والخدماتية في البلاد، وتوفير اجواء مناسبة لاستقبال الملك السابق ظاهر شاه الذي سيفتتح اعمال المجلس التأسيسي في حضور اعضاء اللوياجيركا الوطنية وهي الهيئة الارفع للاعيان وقادة القبائل المحلية. وسبق تلك الوفود الى كابول فجر امس، رئيس الحكومة الانتقالية للاجتماع مع اركان حكومته المقبلة وخصوصاً وزراء الدفاع والداخلية والخارجية محمد فهيم ويونس قانوني وعبدالله عبدالله ووزيرة الصحة سهيلة صديق. وحظي كارزاي باستقبال حاشد في كابول حيث تساقط الثلج للمرة الاولى هذا الشتاء ما اعتبره كثيرون فأل خير. ويتوقع ان يعقد كارزاي سلسلة لقاءات مع اركان "تحالف الشمال" وفي مقدمهم زعيمه رباني الذي تعهد تسهيل مهمته. ويبسط التحالف سيطرته على كابول عسكرياً، ويصر على ان تتولى عناصره، حصرا،مهمة تسيير دوريات امنية في العاصمة، على ان تقتصر مهمة القوة الدولية المزمع تشكيلها على حراسة بعض المنشآت العامة والوزارات وتأمين الحماية للملك السابق المتوقع وصوله قريباً. عسكريون بريطانيون وفي لندن، قالت مصادر دفاعية امس، ان الجيش البريطاني سيرسل فريقاً صغيراً الى كابول مطلع الاسبوع المقبل للتباحث مع مسؤولين افغان والقيام بالاجراءات النهائية قبل اتخاذ قرار حول حجم وطبيعة قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات المزمع نشرها تحت قيادة بريطانية. وذكرت المصادر انها تتوقع ان يكون قوام القوة المفوضة من الاممالمتحدة "بضعة آلاف لا مئات". ومن المتوقع على نطاق واسع، ان تقود بريطانيا المرحلة الاولى لعملية الانتشار التي ترغب الدول المشاركة في ان تبدأ عندما تتولى الحكومة الانتقالية مهماتها. وقال مصدر دفاعي ان معلومات من الفريق ستستخدم في وضع اللمسات النهائية على خطة تشكيل قوة حفظ السلام التي من المتوقع اعلانها في اوائل الاسبوع المقبل. واضاف المصدر ان الدول التي من المرجح ان تشارك في المهمة ستجتمع اليوم للبحث في التفاصيل. وهذه الدول هي بريطانياوالمانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا وتركيا والاردن. وحدة اردنية الى ذلك، توجهت وحدة هندسية من القوات المسلحة الاردنية ليل الثلثاء - الاربعاء الى مزار الشريف، تحضيراً لوصول قوات اردنية للقيام بمهمة انسانية في افغانستان وانتقاء الموقع الخاص باقامة مستشفى ميداني. ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا عن وزير الدولة والناطق الرسمي باسم الحكومة صالح القلاب قوله انه "ستغادر خلال الايام المقبلة وحدات طبية ترافقها معدات المستشفى الميداني الذي ستقيمه القوات المسلحة الاردنية في مدينة مزار الشريف، وذلك في اطار مشاركة الاردن في الجهد الانساني الدولي لتضميد جراح الشعب الافغاني الشقيق بعد سنوات من الحرب". وفي بوينس ايريس، عرضت الارجنتين المشاركة في القوة الدولية في افغانستان. ولم يقدم الرئيس فرناندو دي لا روا أي تفاصيل عن عدد الجنود الذين قد ترسلهم بلاده، الدولة الوحيدة في اميركا اللاتينية التي ارسلت جنودا للمشاركة في الائتلاف الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدة في حرب الخليج العام 1991.