دعا يهود روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق الاممالمتحدة الى دعم اسرائيل في "حربها ضد الارهاب" وقرروا تشكيل "مؤتمر عالمي لليهود الروس" في القدس، بينما اظهرت الاحصاءات تناقص عدد اليهود الوافدين الى اسرائيل من 60 الى 42 الفاً خلال سنة واحدة. وعقد في موسكو مؤتمر تأسيسي بعنوان "يهود الصمت يهود الانتصار" بدعوة من المنتدى الصهيوني لليهود السوفيات ورابطة الجمعيات اليهودية في روسيا والرابطة الاميركية ليهود الاتحاد السوفياتي. وحضر المؤتمر عدد من الشخصيات الاسرائيلية بينهم يولي ادلشتاين وزير الاستيعاب بالوكالة وسفراء اسرائيل واميركا وبريطانيا. وكان مقرراً ان يعلن في موسكو "المؤتمر العالمي لليهود الروس" الا ان ادلشتاين والسفير ناثان بيرون طالبا التريث واعلان ظهور المؤسسة الجديدة في القدس بوصفها "العاصمة الابدية للشعب اليهودي". ووجه المؤتمرون نداء الى الاممالمتحدة وسائر المنظمات الدولية دعوا فيه الى "رفع الصوت دفاعاً عن حق دولة اسرائيل في حماية نفسها". كما اعلنوا تأييدهم سياسة اسرائيل في ضربها للفلسطينيين، واعتبروا ان حكومة ارييل شارون تقف "في الخط الامامي للكفاح ضد الارهاب". ووصف المؤتمر الحركة الفلسطينية بأنها "متطرفة" وقال انها "تشن هجمات على اسرائيل منذ عشرات السنين". وعلى الصعيد الروسي اعرب المشاركون في المؤتمر عن ارتياحهم ل"تطورات مهمة" جرت فيها، واكدوا ان ما حصل خلال السنوات العشر الاخيرة كان "معجزة" وذلك في اشارة الى ان اليهود صاروا يسيطرون على قطاعات المال والنفط والاعلام ويحتلون مواقع بالغة الحساسية في الحكومة والديوان الرئاسي، وقدرت نسبتهم في المراكز القيادية في الدولة ب40 - 60 في المئة على رغم ان نسبتهم الى سكان روسيا لا تتعدى الواحد في المئة. وفي هذا السياق اشار السفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشبو الى ان "العداء للسامية لم يعد له وجود على مستوى الدولة، واليهود يتمتعون بحقوق كسائر القوميات". واشار عدد من المراقبين الى ان "الحظوة" التي يتمتع بها اليهود في روسيا قد تكون من اسباب احجامهم عن مغادرتها. واورد ادلشتاين ارقاماً وُصفت بأنها "مزعجة" عن تناقص عدد الوافدين الى اسرائيل، فذكر ان الرقم بلغ عام 2001 الذي ينتهي بعد ايام 42 ألفاً منهم 30 ألفاً من الاتحاد السوفياتي السابق علماً ان روسيا اصبحت تحتل المرتبة الثانية، بعد اوكرانيا، بين الجمهوريات السابقة التي "تزوّد" اسرائيل بالقوى البشرية. وكان عدد المهاجرين في عام 2000 بلغ 60 ألفاً منهم 45 الفاً من الاتحاد السوفياتي السابق. وعزا ادلشتاين هذا التناقص الى الاوضاع الامنية ولكنه شكا ايضاً من ان وسائل الاعلام "لا تتحدث الا عن الاعمال الارهابية" ما يخلق لدى الجمهور انطباعاً بأن "العنف يستمر 24 ساعة". ويذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون كان ذكر اثناء زيارته الاخيرة الى موسكو انه يتطلع الى استيعاب مليون وافد جديد. وأبلغ "الحياة" خبير روسي في شؤون الهجرة ان الاسرائيليين يخططون ل"استيراد" أيد عاملة من روسياواوكرانيا ورومانيا ليكونوا بديلاً من الفلسطينيين. وعلى رغم التقارب الملحوظ بين روسيا واسرائيل فان تل ابيب لم تخف انزعاجها من تصويت المندوب الروسي في مجلس الامن لمصلحة مشروع قرار بإرسال مراقبين دوليين الى منطقة النزاع. ولفت الانتباه اعلان النائب يوري شتيرن، وهو رئيس جمعية "اسرائيل روسيا" ان الجانب الاسرائيلي لا يحبّذ قيام روسيا والدول الاوروبية بدور اكثر نشاطاً في عملية التسوية. واشار في حديث الى صحيفة "ازفيستيا" الى ان روسيا "لا يمكن ان تكون وسيطاً يُعتمد عليه كالولايات المتحدة".