يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً في القاهرة ظهر اليوم بناء على طلب فلسطين، وأقر الأمين العام للجامعة عمرو موسي بوجود خلافات عربية، خصوصا مع سوريّة، على سقف القرارات. وقال في تصريحات له أمس إن لكل دولة الحق في تبني وجهة نظر، مشدداً على أن التحرك المستقبلي سيكون محل نقاش موسع خلال الاجتماع، ومؤكداً أن اختلاف المواقف أو الرؤى لا يحول دون تحرك مشترك أو تأكيد الموقف العربي الثابت الرافض تماماً فرض وجهة النظر الاسرائيلية. وأعرب موسى عن قناعته بأن هناك "ادراكاً لدى كل الدول العربية بأننا نواجه ظروفاً غاية في الصعوبة وأنه على رغم كون الخيارات المطروحة محدودة لجهة الاجراءات التي يمكن اتخاذها، فإن الخيارات واسعة في ما يتعلق بالمواقف السياسية التي يمكن تبنيها". وأوضح أن هناك رغبة حقيقية في التنسيق، مشيراً الى المشاورات المكثفة التي أجراها خلال الأيام القليلة الماضية مع العواصم العربية التي أكدت "بما لا يدع مجالاً للشك أن الديبلوماسيات العربية ترفض ما تحاول إسرائيل أن تمليه على العرب من يأس سياسي". وقال موسى إن العرب "لن يستسلموا لليأس وإسرائيل لن يكون لها أن تملي على الجانب العربي ما تراه من شروط لتحقيق التسوية المعوجة التي تريدها". وأكد أنه ستكون هناك "سقطة خطيرة في المنطقة اذا اتيح للطرح الاسرائيلي أن يسود". وأشار موسى إلى أنه تلقى رسالة رسمية من العراق تقترح عقد قمة طارئة للبحث في العدوان على شعب فلسطين، وقال إن الجامعة وزعت الرسالة على الدول الاعضاء وأن الاقتراح قد يناقش في اجتماع اليوم. وبدأت وفود عربية في الوصول إلى القاهرة امس كان في مقدمها امين اللجنة الشعبية الليبية لشؤون الوحدة الافريقية علي عبدالسلام التريكي، ثم وكيل الخارجية اليمنية اسماعيل محمد يحيى، فوزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي محمد بن عيسى، ووزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى، ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث، فيما تأكدت مشاركة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، ووزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي، ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر، ووزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب، الذي يرأس الاجتماع بعد اعتذار وزير خارجية جزر القمر محمد ضيف الأمين هاتفياً نظراً إلى التطورات التي تشهدها بلاده حالياً. وتضاربت المعلومات عن مستوى تمثيل سورية ولم يعرف إذا كان وزير الخارجية فاروق الشرع سيرأس وفد بلاده أم نائبه. لكن مصادر الجامعة أكدت مشاركة معظم وزراء الخارجية العرب بمن فيهم الشرع. وكشفت مصادر عربية في القاهرة ل"الحياة" ان سورية التي سبق أن طلبت اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية قبل اسبوعين، تعترض على تجيير اجتماعات اليوم لدعم ما اسمته "تنازلات عرفات" في خطابه الأخير الذي سيؤدي إلى وقف الانتفاضة، مضيفة انها أياً كان مستوى تمثيلها في الاجتماع، ستطلب قطع العلاقات ووقف الاتصالات نهائياً مع اسرائيل مع دعم الانتفاضة بكل السبل.