كشفت مصادر اصولية مصرية في دولة أوروبية عن مساعٍ لترتيب اجراءات عودة أفغان مصريين إلى بلدهم، بعدما تقطعت بهم السبل في المناطق الصحراوية والجبلية في أفغانستان. وقالت المصادر، في اتصال هاتفي مع مراسل "الحياة" في القاهرة، إن مجموعات كبيرة تضم زوجات إسلاميين مصريين وأطفالهم تعاني ظروفاً بالغة الصعوبة بعد مقتل الآباء بالقصف الأميركي على المدن الأفغانية، أو في مواجهات مع قوات "تحالف الشمال"، أو أسرهم. وأشارت المصادر إلى أن "غالبية عائلات الأفغان العرب تركت منازلها ورحلت من المدن التي كانت تقيم فيها، بعدما نكلت قوات تحالف الشمال بالعرب، واعتدت على النساء والأطفال، لوجود اعتقاد راسخ لدى التحالف بأن العرب يقفون خلف اغتيال أحمد شاه مسعود". وتحدثت المصادر عن مساعٍ بين وسطاء لأفغان مصريين وبين مؤسسات اغاثية وإنسانية تعمل في أفغانستان، وكذلك مع جماعات ومنظمات تعمل في مجال حقوق الإنسان في دول أوروبية بهدف "ترتيب عودة كريمة لمئات من الأفغان العرب وزوجاتهم وأبنائهم إلى مصر، واقناع الحكومة المصرية بعدم اتخاذ أي اجراء عقابي ضدهم". وأكدت أن غالبية هؤلاء ممن يرغبون في العودة ليست لها علاقة بتنظيم "القاعدة" أو غيره من التنظيمات الراديكالية التي اتخذت من أفغانستان مسرحاً لنشاطها. وقالت المصادر: "أعضاء القاعدة أو غيرهم من الذين يعرفون أن عودتهم إلى مصر تعني احالتهم على محاكم عسكرية بتهم عقوبتها الإعدام، يرفضون العودة إلى مصر، وهم سيحاولون النجاة والهروب خارج أفغانستان، أو سيقاتلون حتى الموت". معروف أن عدداً من أبرز قادة الأصوليين المصريين قتلوا خلال العمليات العسكرية في أفغانستان، وعلى رأس هؤلاء القائد العسكري لتنظيم "القاعدة" صبحي أبو ستة المعروف باسم "أبو حفص المصري"، الذي قتل في كابول، والقياديان البارزان في جماعة "الجهاد" نصر فهمي نصر وطارق أنور اللذان قتلا في مدينة خوست، في حين أسر في كابول أحمد عبدالرحمن المعروف باسم "سيف الله" نجل زعيم "الجماعة الإسلامية" الدكتور عمر عبدالرحمن. وأعلنت أسرة الشيخ عبدالرحمن في القاهرة أن الجهود التي يبذلها فريق محامي الشيخ الضرير في أميركا لمعرفة الاجراءات التي اتخذت بحق سيف الله منذ اعتقاله الشهر الماضي لم تسفر عن شيء، مشيرة إلى أن مكانه الآن ليس معروفاً. وأكد السيد عبدالله عبدالرحمن ل"الحياة" أن لا علاقة لشقيقه بتنظيم "القاعدة". وهناك ابن آخر لزعيم "الجماعة الإسلامية" هو محمد، ويطلق عليه "أسد الله" موجود في أفغانستان، وكان ذهب إلى هناك مع شقيقه نهاية الثمانينات من القرن الماضي للمشاركة في الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي، ولم يعد الاثنان إلى مصر منذ تلك الفترة. وأوضح شقيقهما عبدالله ان مكان "أسد الله" غير معروف الآن، وان المرة الأخيرة التي تحدث فيها إلى الأسرة كانت في اليوم التالي لاعتقال "سيف الله" وكان يتحدث من داخل مدينة قندهار. ورجح عبدالله أن يكون شقيقه الأكبر رحل من قندهار لئلا يلقى المصير الذي لقيه "سيف الله".