بعد يوم على إعلان مقتل القائد العسكري لتنظيم "القاعدة" أبو حفص المصري، بدا أن عقد قادة التنظيم بدأ ينفرط، إذ لحق أحد ابناء زعيم "الجماعة الاسلامية" الدكتور عمر عبدالرحمن، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في أحد السجون الأميركية، بوالده، ووقع في قبضة القوات الاميركية في افغانستان. وقالت مصادر أصولية إن احمد عمر عبدالرحمن، المعروف في أوساط الأصوليين باسم "أسد الله"، سقط في مكمن نصبه جنود اميركيون قرب كابول أول من أمس، أثناء محاولته التوجه الى مدينة قندهار، التي كان سبقه إليها شقيقه الأكبر محمد، المعروف باسم "سيف الله". وذكرت المصادر في اتصال هاتفي مع مراسل "الحياة" في القاهرة ان "أسد الله" تعرض ل"ضرب مبرح" أثناء تحقيقات أولية باشرها معه ضباط أميركيون قبل أن ينقلوه إلى جهة غير معلومة داخل الأراضي الأفغانية، حيث "عُرض على عملاء في جهاز الاستخبارات الاميركية سي آي إي ومكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي". وأوضحت المصادر ان ابني الشيخ عبدالرحمن كانا توجها إلى افغانستان نهاية الثمانينات للمشاركة في الجهاد ضد الاتحاد السوفياتي، وفضلا البقاء هناك بعد الحرب، خصوصاً بعدما علما أن والدهما يتعرض للاضطهاد في مصر، مما اجبره على السفر إلى الولاياتالمتحدة. وكانت محكمة فيديرالية قضت عام 1995 بالسجن المؤبد للشيخ عبدالرحمن وأصولي مصري آخر هو سيد نصير، الذي برئ عام 1990 في قضية اغتيال الحاخام الاسرائيلي مائير كاهانا. كما قضت بالسجن فترات تتراوح بين 25 و57 سنة لثمانية متهمين آخرين، دانتهم بالتورط ب"مؤامرة واسعة لتفجير مركز التجارة العالمية في نيويورك في 26 شباط فبراير 1993 والتخطيط لنسف مقر الأممالمتحدة وجسور وأنفاق مؤدية الى نيويورك، والإعداد لتنفيذ محاولة لاغتيال الرئيس حسني مبارك اثناء زيارة له لأميركا" في العام ذاته. واعتبرت محكمة الاستئناف ان المتهمين العشرة "حصلوا على محاكمة عادلة أمام هيئة محلفين، على مدى تسعة شهور"، وخلصت الى أن "كل الدعاوى التي اثارها المتهمون في استئنافهم ليست لها أي اسانيد وجيهة". واستثنت المحكمة المتهم ابراهيم الجبروني من تثبيت حكم بسجنه 57 سنة، إذ أمرت بمعاودة النظر فيه "لأسباب فنية". ولفتت المصادر إلى أن أياً من ابناء الشيخ عبدالرحمن بمن فيهم "سيف الله" و"أسد الله"، لم يتهم في أي من قضايا العنف الديني التي عرضت على محاكم عسكرية أو مدنية في مصر طوال السنوات الماضية، ولم يصدر بحق أي منهم أي حكم قضائي. وأعربت عن خشيتها على حياة الشيخ الضرير، مطالبة منظمات حقوق الإنسان الدولية بالتدخل لمعرفة الإجراءات التي اتخذت ضده وتحديد مصيره. لكن دوائر أمنية مصرية وغربية تؤكد أن ابني الشيخ عملا مباشرة مع اسامة بن لادن منذ وصولهما إلى افغانستان، وانضما الى تنظيم "القاعدة" واضطلعا بأدوار في تجنيد إسلاميين ذهبوا للمشاركة في الجهاد الأفغاني. وعلى رغم قيادة عبدالرحمن "الجماعة الاسلامية"، إلا أن ترتيبها التنظيمي لا يشمل أحداً من أبنائه. ويعتقد أن بن لادن احتضن نجلي الشيخ تقديراً لمكانة عبدالرحمن.