امتدت معاناة "الافغان العرب" لتشمل عائلاتهم التي اضطرت لبذل مساع لمحاولة استلام جثث من قتل منهم في افغانستان، سواء بسبب القصف الاميركي أو اثناء القتال ضد "تحالف الشمال"، أو بفعل العمليات الانتقامية ضد العرب بعد اعتقالهم أو استسلامهم. وتحدث طارق نصر، شقيق الاصولي المصري البارز نصر فهمي نصر، الذي ورد اسمه في لائحة اصدرتها اميركا بعد هجمات نيويورك وواشنطن، شملت ستة مصريين اعتبرتهم ضالعين في الهجمات. وقتل الاصولي الاسبوع الماضي مع افراد اسرته في مدينة خوست، بعدما تعرض المنزل الذي كانوا فيه لقصف اميركي. وقال شقيقه طارق انه حاول بدء اجراءات لاستلام جثته، ومعرفة ما جرى مع عائلته في خوست لكنه لم ينجح. وزاد أن كل الجهات الرسمية أبلغه أن الأوضاع في أفغانستان لا تسمح الآن بمراجعة اسماء القتلى أو التعرف الى جثثهم، أو حتى النظر في أمر من بقوا أحياء من النساء والأطفال. ويعد نصر واحداً من ابرز قادة "جماعة الجهاد". واعلن مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" هاني السباعي قبل ايام انه قُتل مع قيادي آخر في "الجهاد" هو طارق انور . وقال طارق نصر ل"الحياة" إن شقيقه قطع اتصالاته بأفراد اسرته في القاهرة قبل نحو سنة، وطالب السلطات المصرية ببذل جهود لإعادة جثمان شقيقه الى مصر، والتعرف الى مصير أطفاله، وهل ما زال احد منهم حياً أم لا. ونفى طارق ان يكون شقيقه اتهم في اي من قضايا العنف الديني، قبل ان يغادر مصر للمرة الاخيرة عام 1987. واضاف: "حين تردد أن اسم نصر ورد ضمن التحقيقات في قضية محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق حسن ابو باشا فضل السفر الى الخليج للعمل هناك. وقال لنا انه اتخذ تلك الفكرة لئلا يسبب ضرراً للاسرة. وبالفعل توجه إلى هناك وتزوج ثم انتقل إلى أماكن أخرى لم نكن نعلمها نهائياً وحتى 1999 لم يكن صدر بحقه إي حكم قضائي، ولكن في ذلك العام صدر حكم غيابي باعدامه في قضية "العائدون من ألبانيا". وأشار إلى أن شقيقه لم يكن يتحدث عن أمور غير الأمور العائلية في المحادثات الهاتفية. الى ذلك أعلن محامي "الجماعات الإسلامية" منتصر الزيات انه تلقى معلومات تفيد ب"وجود نية لتصفية العرب في افغانستان والمصريين خصوصاً ممن يقعون في الأسر". وقال ان أحمد عبدالرحمن المعروف باسم سيف الله، نجل زعيم "الجماعة الإسلامية" الدكتور عمر عبدالرحمن "تعرض لتعذيب شديد لإجباره على الإدلاء بمعلومات عن شقيقه محمد "أسد الله" الذي يعتقد أنه في قندهار.