وضع السيد عبد الله عبد الرحمن، نجل زعيم "الجماعة الاسلامية" الدكتور عمر عبد الرحمن الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون الاميركية، حداً للجدل حول مصير اثنين من اشقائه يعيشان منذ اكثر من عشر سنوات في افغانستان. وأكد أن احدهما وقع في الأسر بعدما القت قوات التحالف القبض عليه وسلمته الى الاميركيين في حين تمكن الثاني من الفرار الى مدينة قندهار. وكشف عبد الله انه تلقى اتصالاً قبل يومين من الابن الاكبر للعائلة محمد المعروف باسم "اسد الله" من داخل الاراضي الافغانية ابلغه فيه بسقوط شقيقه الآخر احمد المعروف باسم "سيف الله" في قبضة الاميركيين، واعتبر أن الانباء المتضاربة حول شقيقه تعود الى أن كثيرين من المراقبين لا يعرفون تحديداً ايهما "أسد الله" وايهما "سيف الله". وأشار الى أن محمد هو الابن الاكبر لعمر عبد الرحمن واطلق عليه والده اسم "اسد الله" في حين اطلق على الابن الثاني احمد "سيف الله". وقال عبد الله انه سيبدأ حملة اتصالات مع منظمات حقوقية دولية لضمان سلامة شقيقه والحؤول دون قتله في الأسر. ومن جهته أكد محامي الجماعة الإسلامية" في مصر السيد منتصر الزيات نبأ القبض في العاصمة الأفغانية كابول على "سيف الله". وقال الزيات لپ"الحياة" إنه شاهد بنفسه "سيف الله" مقيداً بسلسلة حديد بعد القبض عليه مباشرة قبل ثلاثة أيام في مدينة كابول في شريط فيديو عرض في قنوات فضائية يصور عمليات القبض على "الأفغان العرب" وأعضاء حركة "طالبان" بعد دخول قوات التحالف الشمالي الى العاصمة، مشيراً إلى أن نجل الشيخ الضرير ظهر في الشريط اثناء قيام عدد من جنود التحالف الشمالي بالاعتداء عليه بالضرب فسقط على الأرض مرات عدة ونزفت الدماء من وجهه، ثم وضع في سيارة ضمت باقي من قبض عليهم معه. وأضاف الزيات أنه تلقى معلومات تؤكد أن "سيف الله" عرض بعد ذلك على جنود اميركيين اقتادوه إلى جهة غير معلومة يرجح أن يكون فيها عملاء لجهاز الاستخبارات الاميركي "سي آي إي" أخضعوه للتحقيق، موضحاً أنه يدرس إجراءات وسيقوم باتصالات مع جهات دولية للوقوف على الإجراءات التي اتخذت في حق "سيف الله" وضمان سلامته وإعادته إلى مصر. وأشار إلى أن أياً من ابناء الشيخ الضرير لم يتهم في أي من قضايا العنف الديني التي نظرت فيها محاكم عسكرية ومدنية في عقد التسعينات، بمن فيهم "سيف الله" و"أسد الله". وهاتفت "الحياة" أصوليين مصريين يقيمون في دول أوروبية لكنهم أمضوا فترات في أفغانستان فأكدوا رواية الزيات، وقالوا أن "أسد الله" كان غادر كابول قبل يوم واحد من القبض على شقيقه، الذي كان يريد التوجه إلى قندهار لكنه سقط في مكمن أقامه رجال التحالف الشمالي وجنود أميركيين على مشارف العاصمة. وظل نشاط نجلي الشيخ عبد الرحمن خافياً على المراقبين ومتابعي اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" ولم يبرز اسماهما في التنظيم مثل زعيم "جماعة الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري والقائد العسكري أبو حفص المصري. ورغم أن تنظيم "الجماعة الإسلامية" اضطلع بمعظم عمليات العنف داخل مصر بين 1993 و1997 إلا أن أحداً من أعضاء التنظيم ممن عاشوا في أفغانستان وأوقفوا بعد عودتهم إلى مصر لم يشر الى دور لنجلي عبد الرحمن في نشاط التنظيم داخل مصر. لكن دوائر رسمية مصرية ترى أن "أسد الله" و"سيف الله" عملا مباشرة مع اسامة بن لادن ضمن تنظيم "القاعدة" منذ وصولهما إلى أفغانستان في نهاية الثمانينات، وأن بن لادن خصهما بمعاملة متميزة تقديراً لمكانة والدهما، خصوصاً بعدما ألقت السلطات الاميركية القبض على الشيخ الضرير وأحالته على محكمة اصدرت في العام 1995 حكماً بالسجن مدى الحياة في حقه.