أكدت معلومات جديدة حصلت عليها "الحياة" أمس ان "جماعة الجهاد" المصرية التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري مُنيت بضربات موجعة بمقتل عدد من أبرز "صقورها" بالقصف الأميركي في أفغانستان. وقالت مصادر إسلامية ان القياديين البارزين في الجماعة نصر فهمي نصر المعروف ب"محمد صلاح" وطارق أنور المعروف ب"فتحي" قُتلا في قصف تعرّضت له خوست في الأيام الأخيرة. وتأتي هذه الضربة بعد أيام من مقتل القيادي البارز الآخر صبحي أبو ستة "أبو حفص المصري" المعروف أيضاً باسم محمد عاطف الذي يُعتبر القائد العسكري لتنظيم "القاعدة". وبخسارة هؤلاء يفقد الدكتور الظواهري بعض أهم الشخصيات التي يعتمد عليها داخل تنظميه ويُقال انها كانت السند الأساسي له عندما قرر إدخال جماعته إلى "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" مع أسامة بن لادن سنة 1998، وهو أمر أثار احتجاجات بعض قادة "الجهاد" الذين رأوا ان ذلك يُدخلهم في معركة هم في غنى عنها. وقال السيد هاني السباعي الذي يدير في لندن "مركز المقريزي" الإسلامي، في اتصال مع "الحياة"، ان نحو مئة عربي قُتلوا حتى الآن في العمليات الأميركية في أفغانستان، بينهم ثمانية في كابول وحدها إضافة إلى 12 جريحاً أو أسيراً بينهم سيف الله، نجل الشيخ عمر عبدالرحمن. وظهر سيف على شاشات التلفزيون العالمية والدم ينزف من وجهه بعد سقوطه أسيراً في أيدي قوات التحالف الشمالي لدى دخولها العاصمة قبل أيام. وأسد الله، الشقيق الآخر لسيف، موجود في قندهار. والشيخ عمر عبدالرحمن الزعيم الروحي ل"الجماعة الإسلامية" يمضي حكماً بالسجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة في قضية مؤامرة تفجيرات في نيويورك سنة 1994. وأضاف السباعي ان "أبو حفص المصري" قُتل قبل يوم من بدء "طالبان" انسحابها من كابول في 13 تشرين الثاني الجاري، أثناء غارة شنها الأميركيون على شقة قرب العاصمة بعدما استطاعوا رصد مكالمة كان يجريها من هناك. وقُتل معه 11 من أتباعه ومرافقيه. لكنه لفت إلى ان الضربة الكبرى التي تعرّض لها العرب كانت في خوست عندما أُبيدت نحو 15 أسرة من أبرز عائلات الإسلاميين المصريين. وذكر ان بين القتلى نصر فهمي نصر محمد صلاح وطارق أنور فتحي، وهما من أبرز قادة "الجهاد" داخل أفغانستان. وأوضح ان نصر فهمي قُتل مع زوجته وأولاده وأولادها. وزوجته هي أرملة نزيه صبحي راشد الذي أُعدم في قضية محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق حسن الألفي في 1994. وكان لها منه أربعة أولاد، ومن زوجها الجديد نصر ثلاثة أولاد آخرين. وأكد ان الجميع قتلوا. وأوضح ان طارق أنور قُتل أيضاً مع زوجته الجديدة التي اقترن بها قبل أقل من سنة وليس له منها أولاد. وهي أرملة أحمد ابراهيم النجار الذي سُلّمته تيرانا إلى القاهرة وحوكم في قضية "العائدون من البانيا" سنة 1999 وأُعدم. وقُتل خمسة من أولادها من النجار، القيادي البارز في "الجهاد". وزاد السباعي ان الزوجة الأولى لطارق أنور أُصيبت هي الأخرى في القصف على خوست، وهي شقيقة شريف حسن الذي أُعدم في قضية "العائدون من أفغانستان" في 1992، وهي قضية صدرت فيها أحكام أعدام على أبرز قادة "الجماعة الإسلامية" مثل طلعت فؤاد قاسم اختفى في كرواتيا سنة 1994 ومصطفى حمزة المسؤول عن مجلس شورى الجماعة حالياً. ولم يُرزق طارق بأولاد من زوجته الأولى. وكان نصر فهمي مسؤولاً عن العلاقات العامة والشؤون الاقتصادية في "الجهاد"، وهو من منطقة شُبرا في ضواحي القاهرة. أما طارق أنور فهو من عين شمس وكان طالباً في كلية الهندسة فيها ويعتبر مسؤول "العمليات الخاصة" في التنظيم. وكلاهما محكوم بالاعدام في مصر. وقال السباعي ان "نسبة المصريين مرتفعة" من بين الأُسر ال15 التي سقطت في القصف على خوست، مشيراً إلى مقتل أسر مصرية أخرى في قندهار وأماكن أخرى لم يعرف عددها. وعن العرب المحاصرين في قندوز في شمال أفغانستان، أوضح ان المحاصرين نحو 1500 معظمهم عرب وباكستانيون وأوزباكستانيون. وقال ان عدد مقاتلي "طالبان" في المدينة لا يتجاوز 500، علماً ان تقديرات وسائل الإعلام الأجنبية تضع الرقم بحدود عشرة آلاف رجل. ونبه إلى ان العرب في قنذوز ليسوا في الضرورة من "الجماعة الإسلامية" أو "الجهاد" بل هم خليط من الجنسيات انتقلوا الى أفغانستان على أساس العيش في مجتمع إسلامي. وأضاف ان المذابح التي حصلت في مزار الشريف بعد سقوطها مقتل قرابة 600 من مقاتلي "طالبان" وأنصارهم الأجانب تُشجع العرب في قندوز على عدم الإستسلام. ودانت السلطات المصرية السباعي غيابياً في قضية "العائدون من البانيا". وهو يعيش حالياً في بريطانيا.