إسلام آباد، لندن - "الحياة"، أ ب، رويترز - مع احكام الحصار على الجبال المحيطة بمنطقة تورا بورا القريبة من الحدود الباكستانية، ساد لغط في شأن احتمال فرار اسامة بن لادن وكبار قادة تنظيم "القاعدة" في اتجاه الاراضي الباكستانية. وفي وقت افادت صحيفة "كريستشان ساينس مونيتور" نقلاً عمن وصفته بمسؤول بارز في تنظيم "القاعدة" ان بن لادن نجح في الدخول الى الاراضي الباكستانية بمساعدة رجال من قبيلة غيلزاي، شددت إسلام آباد اجراءاتها لمراقبة الحدود مع افغانستان، نافية ان يكون زعيم "القاعدة" او احد قادته نجحوا في التسلل. وفي الوقت نفسه، اكّدت الحكومة البريطانية ان بن لادن لم يغادر افغانستان حتى الآن، وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير: "هذا ليس رأينا. وسنستمر في البحث عنه اينما كان". واعربت واشنطن عن شكها المتزايد في تقرير الصحيفة الاميركية، وقال مسؤول في ال"سي. آي. أيه." ان لديه "شكوكا قوية في التقارير التي تفيد ان بن لادن غادرالمنطقة قبل عشرة ايام"، علماً ان كينتون كيث الناطق باسم المركز الاعلامي الاميركي في اسلام آباد قال إن لدى الولاياتالمتحدة شكوكا في ان بعض قادة "القاعدة" تسللوا الى باكستان. واضاف: "لن اتوقع ما يمكن ان يحدث لهم ولكنني اؤكد انهم قلة قليلة. اما بالنسبة الى هروب كبير على صعيد التنظيم بكامله، فهذا امر شبه مستحيل". وسارعت باكستان بدورها الى نفي صحة تقريرالصحيفة الاميركية، وقال الجنرال راشد قرشي الناطق باسم الجيش والرئاسة في مؤتمر صحافي: "ليس لدينا مثل هذه المعلومات". وحذر من ان اي متشددين يحاولون الدخول الى باكستان سيلقى القبض عليهم وسيعاملون طبقاً للقانون". واتخذت السلطات الباكستانية من جهتها اجراءات مشددة على حدودها المشتركة مع افغانستان التي يبلغ طولها 2240 كيلومتراً، لتفادي اي تسلل لقادة "القاعدة" الى اراضيها. وحلّقت مروحيات عسكرية فوق الحدود. وانتشر الجنود الباكستانيون في الجبال وقاموا بدوريات مراقبة مكثفة. ولم يعرف عدد القوات والمروحيات المستخدمة في العملية لأن الجنرال قرشي رفض اعطاء اي معلومات اضافية. وتمركز الجنود المدججون بالاسلحة الثقيلة والخفيفة، في مواقع على قمم الجبال ليراقبوا الممرات "على مدار الساعة"، بحسب ما قال احدهم. وافاد احد رجال القبائل في وادي تيرا الذي يبعد 130 كيلومتراً جنوب شرقي بيشاور، ان الثلج المتساقط بكثرة "سيسد معظم الممرات الجبلية، وكأن الطبيعة ايضاً انقلبت ضد بن لادن ورفاقه، لأنه من المستحيل عبور هذه الجبال سواء مشياً او على ظهر الحيوانات". وكانت الحكومة الباكستانية نالت في وقت سابق تأييد شيوخ القبائل في تلك المنطقة بارسال قوة عسكرية. وهذه هي المرة الاولى التي يسمح فيها رجال القبائل بدخول الجيش النظامي الى منطقتهم. وقال احدهم: "لن نسمح لبن لادن او لزعيم طالبان الملا محمد عمر بجلب المشكلات لنا، ونحن نرحب بالقوات المسلحة هنا لأن ذلك في مصلحتنا". واضاف "اذا جاؤوا الى منطقتنا فسنلقي القبض عليهم بانفسنا". وقال رجل آخر ان معظم ابناء المنطقة يؤيدون الولاياتالمتحدة في حملتها على الارهاب لأنهم لا يريدون ان تستهدف ارضهم، بل كل ما يريدونه هو العيش بسلام.