افادت معلومات من ولاية بلوشستان جنوب غربي باكستان امس، ان وحدات استطلاع خاصة تابعة لمشاة البحرية الاميركية تسللت الى داخل افغانستان ليل اول من امس، وتحديداً الى ولاية قندهار التي تتخذ قيادة "طالبان" من عاصمتها مقراً، وذلك بهدف تحديد طبيعة الارض هناك وشبكة الطرق التي يمكن استخدامها في حال تنفيذ هجوم بري. وتزامن ذلك مع اعلان قادة محليين في الولاية ان اسلام اباد سلّمت قاعدة دالباندين الجوية القريبة من المثلث الحدودي الباكستاني - الايراني - الافغاني للقوات الاميركية التي واصلت في الساعات ال48 الاخيرة نقل قوات وعتاد الى القاعدة. وربط مراقبون بين هذه التحركات وتقارير اعلامية غربية عن ادخال وحدات استطلاع اميركية الى شمال افغانستان، واعتبروا ذلك مؤشراً الى توسيع نطاق الضربات الاميركية على مواقع الحركة وتنظيم "القاعدة" التابع لاسامة بن لادن. ونقلت تقارير اعلامية غربية عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان قوات اميركية دخلت جنوبافغانستان. وافادت معلومات خاصة تداولتها اوساط ديبلوماسية في اسلام اباد ان هذه القوات تابعة لمشاة البحرية نقلت الى قاعدتي جاكوب آباد وباسني من على متن حاملة الطائرات الاميركية "كيتي هوك". وتنحصر مهمة تلك القوات التي يعتقد بانها كانت في مجموعات صغيرة انسحبت في اتجاه الاراضي الباكستانية بعد مهلة قصيرة من توغلها في استطلاع طبيعة الطرق والجبال هناك تمهيداً لهجوم بري محتمل. وافاد قادمون من ولاية بلوشستان الى اسلام اباد امس، ان قادة محليين في دالباندين احتجوا لدى الادارة المحلية على ضجيح طائرات عسكرية تقلع من القاعدة الجوية وتهبط فيها، فأبلغوا ان القاعدة سلمت الى القوات الحليفة، كما تم تحذيرهم من مغبة اي تظاهرات او احتجاجات في محيط القاعدة. وتقع قاعدة دالباندين على بعد 50 كيلومتراً من الحدود الافغانية الجنوبية و200 كيلومتر شرق الحدود الايرانية، اي في محاذاة منطقة قبلية اشتهرت بأنها معقل لهم لعمليات تهريب المخدرات وتصنيعها. وسبق ان تمكنت السلطات الاميركية من اقتياد احد ابناء تلك القبائل، ويدعى ايمل قانزي رغم لجوئه الى المنطقة بعد اطلاقه النار امام مقر وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في ولاية فيرجينيا قبل اعوام. ومعلوم ان ولاء تلك القبائل يمكن شراؤه بسهولة كونها تتعاطى تجارات غير مشروعة وتريد من السلطات الباكستانية ان تغض النظر عن نشاطاتها. وفي الوقت نفسه، اعتبر محللون سياسيون في باكستان ان تسليم القاعدة الى الاميركيين لا يمكن ان يكون تم من دون رضا السلطات الايرانية نظراً الى قربها من اراضيها، ما يشكل مؤشراً جديداً الى استعداد طهران للتعاون مع واشنطن في ما يتعلق بالحملة الاميركية، خصوصاً بعد تقارير عن اتفاق الجانبين في محادثات تمت عبر جنيف على تقديم ايران المساعدات لاي جندي اميركي تسقط طائرته بالخطأ داخل اراضيها. واكد خبير عسكري ل"الحياة" ان القاعدة يمكن ان تخصص لاستخدام طائرات هليكوبتر تقلع في مهمات للاغارة على اهداف محددة داخل افغانستان، وتقدم الدعم اللوجستي اللازم لدى دخول قوات برية في اطار هجوم اوسع نطاقاً. وفي واشنطن رويترز اكد مسؤول عسكري اميركي امس ان اعداداً صغيرة من القوات الخاصة الاميركية على الارض في افغانستان. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان هذه المجموعة قد تكون المرحلة الاولى من وجود اكبر في اطار الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب. واضاف: "انها مرحلة مبكرة جداً جداً جداً". وكان وكالة "رويترز" نقلت عن عطا محمد، احد قادة "تحالف الشمال" الافغاني المعارض ان ثمانية من القوات الاميركية وصلوا الى منطقة تحت سيطرة الجنرال عبدالرشيد دوستم. وقال "انهم مع الجنرال دوستم في دارا سوف". وهي بلدة على بعد نحو 90 كيلومتراً جنوب شرقي مزار الشريف. واوضح ان الثمانية "جاؤوا في الهليكوبتر منذ وقت مضى. وعادت الطائرة الهليكوبتر. ويبدو ان هؤلاء الرجال من افراد الاستطلاع او المخابرات وليسوا من القوات البرية". وفي كابول نفى عبدالحنان همت المسؤول في وزارة الاعلام في "طالبان" وجود اي قوات اميركية في مناطق افغانية خاضعة لسيطرة الحركة. وقال: "اتصلت بجميع العسكريين المعنيين، وقالوا لي انه لم ترد اي مؤشرات او دلائل على وجودهم الاميركيين في اراض تخضع لسيطرة الامارة الاسلامية".