استبعد النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه مجدداً احتمال تعرض بلاده لضربة عسكرية اميركية نافياً وجود اسرار في الحوار الذي تجريه حكومته مع واشنطن، موضحاً ان الخرطوم "لا تزال تستجلي مواقف الطرف الاميركي ونياته من قضية السلام" في السودان. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر الحزب الحاكم ليل اول من امس ان بلاده لا ترى سبباً لدخولها في دائرة اي ضربة عسكرية اميركية. وتابع: "نعلم ان هناك قوى في الساحة السياسية الاميركية تريد ان تدفع الادارة الى مواجهة وضرب السودان مثلما حدث في عهد الادارة السابقة، وان تظل السياسة الاميركية في مواجهة مع السودان". واضاف ان الاشارات الرسمية الاميركية لا تحمل نذر مواجهة مع السودان، وان ما يُروّج لتوسيع الحملة الاميركية لمحاربة الارهاب لتشمل دولاً غير افغانستان، بينها السودان، "صادر عن تقارير صحافية لا تستند الى مواقف رسمية". ونفى طه ان يكون هناك غموض او اجندة خفية في موقف الحكومة ازاء الحوار الدائر مع الولاياتالمتحدة، في ضوء جهود المبعوث الرئاسي الاميركي الى السودان جون دانفورث، مشيراً الى ان الخرطوم لا تزال تستجلي مواقف الجانب الاميركي ونياته، من قضية السلام في السودان. وذكر ان الدور الاميركي الذي بدأه دانفورث الشهر الماضي "لم تتضح صورته بعد"، وان واشنطن لم تطرح مبادرة واضحة في شأن السلام السوداني، مؤكداً أن الحوار مع واشنطن الآن يتركز على خطوات اجرائية لبناء الثقة. وتابع ان حكومته تبنت طرحاً يجيب عن سؤال مهم هو ماذا بعد بناء الثقة، مشيراً الى ضرورة ان يؤدي ذلك الى "نتيجة منطقية هي وقف المواجهات العسكرية واقرار السلام". وانتقد النائب الاول للرئيس نتائج اجتماع هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الذي عقد في اسمرا الاسبوع الماضي، ورأى ان "التجمع" لم يتحرك من موقفه السابق ازاء قضية التسوية على رغم انه حمل بعض الاشارات الايجابية، التي جاءت من باب رفع الحرج والمعالجة الديبلوماسية لموقف "التجمع" ازاء مصر وليبيا اللتين تقودان مساعي لتحقيق السلام بين الفرقاء السودانيين. وزاد: "المطلوب من التجمع اثبات الجدية".