أعلنت الحكومة السودانية تأجيل ملتقى الحوار التحضيري للمرة الثانية أمس، بعدما كان من المقرر عقده اليوم في الخرطوم. وفي موازاة ذلك، أجرت اتصالات مع زعيم حزب الأمة المعارض السيد الصادق المهدي في أسمرا، وأكدت أن العلاقات بين اريتريا والسودان لم تصل إلى مستوى التطبيع. إلى ذلك، اتهم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الحكومة بعرقلة تحركاته للتنسيق بين المبادرة المصرية - الليبية لتحقيق مصالحة سودانية، وبين مبادرة "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد لإقرار السلام في جنوب السودان. وأبلغ مقرر ملتقى الخرطوم التحضيري السفير أحمد عبدالحليم الصحافيين أمس ان تأجيل الملتقى جاء استجابة لطلب بعض القوى السياسية بهدف إتاحة الفرصة أمام مزيد من المشاورات الداخلية، واستكمال أوراق العمل والوثائق التي تطرح للنقاش. وأوضح ان الموعد الجديد سيحدد الخميس المقبل. وواصلت الحكومة تكثيف مباحثاتها مع حزب الأمة المعارض، فبعد لقاء الرئيس عمر البشير مع نائب رئيس الحزب الدكتور عمر نور الدائم، أجرى وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان لقاء مع الصادق المهدي في أسمرا أول من أمس، حضره مسؤول القطاع السياسي في حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي. وقال عثمان في تصريح صحافي وزعته وزارة الخارجية أمس إنه بحث مع المهدي في التطورات في الساحة السودانية، ومساعي الوفاق الوطني، والإعداد لملتقى الحوار التحضيري، والقضايا التي سيتناولها، وأهمية افساح المجال أمام أكبر عدد من القوى السياسية للمشاركة فيه. وذكر ان اللقاء تناول اجتماع المهدي مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي، ونقل عن المهدي انه وجد تجاوباً من افورقي في شأن تطبيع العلاقات بين الخرطوم وأسمرا وعودتها إلى ما كانت عليه في السابق. وفي أسمرا، قال الوزير اسماعيل للصحافيين إن العلاقات بين اريتريا وبلاده لم تكمل مرحلة التطبيع، وان "اريتريا ما زالت تؤوي المعارضة السودانية وتدعمها مباشرة". وذكر ان الخرطوم تطالب أسمرا بوقف اذاعات المعارضة التي تبث من الأراضي الاريترية. من جهة أخرى، اتهم "التجمع" المعارض الحكومة بعرقلة مهمته في نيروبي مع سكرتارية هيئة "ايغاد" لتنسيق مبادرتها لإحلال السلام في السودان مع الجهود المصرية - الليبية لتحقيق تسوية سياسية بين الفرقاء السودانيين. ولم يتمكن وفد "التجمع" من عقد لقاء مع رئيس سكرتارية "ايغاد" الكيني دانيال امبويا حتى غادر نيروبي الجمعة الماضية، واستعاض عنه بلقاءات مع سفراء شركاء "ايغاد" المعتمدين لدى كينيا. وأفاد عضو لجنة مبادرات الحل السياسي في "التجمع" حاتم السر ان الحكومة هددت بالانسحاب من "ايغاد" إذا استقبلت السلطات الكينية وفد "التجمع". وأضاف ان الحكومة تعلن موافقتها على التنسيق بين مبادرتي "ايغاد" ومصر وليبيا، وفي الوقت نفسه تعترض على تحرك "التجمع". وبدا متشائماً ازاء تحقيق حل سياسي للأزمة السودانية في المستقبل القريب، بسبب ما وصفه "مواقف الحكومة الغريبة". وباشر شركاء "ايغاد" الإعداد لعقد اجتماع في أوسلو الشهر المقبل لتقويم مسار جهودهم وتقديم اقتراحات جديدة تدفع مساعي السلام في السودان، أو اتخاذ مواقف ازاء أزمة الحرب التي أدت إلى مقتل مليون مواطن وتشريد مئات الآلاف من ديارهم، ولجوء آلاف إلى دول الجوار. من جهة أخرى، أعلن السودان تمسكه بشكواه إلى مجلس الأمن ضد الولاياتالمتحدة بسبب قصفها مصنع "الشفاء" للأدوية في الخرطوم العام 1998 بما فيها حقه في التعويض، ودعا المجتمع الدولي إلى حض واشنطن على احترام الشرعية الدولية والابتعاد عن كل ما من شأنه المساس بسيادة الدول الأخرى. جاء ذلك في بيان أصدره وزير الإعلام الدكتور غازي صلاح الدين أمس في الذكرى الثانية لقصف مصنع "الشفاء" للأدوية تلقت "الحياة" نسخة منه. وأكد صلاح الدين استمرار مساعيه لفضح "العدوان الأميركي على أراضيه وكشف الحقائق الكاملة عن ذلك العدوان". وقال إن العالم في انتظار تفسير واشنطن قصف مصنع "الشفاء". وأشار إلى تشكيك عدد من الدوائر العلمية والجهات الأميركية في صدقية الإدارة الأميركية وحججها لتبرير القصف الذي "استند إلى معلومات كاذبة ومنطق القوة الغاشمة". ونوه إلى الاضرار المادية والمعنوية التي ترتبت عليه.