اعترف مسؤول سوداني باستيلاء "الجيش الشعبي لتحرير السودان" على منطقتي مبيور وماكير في اقليم بحر الغزال، فيما ذكرت تقارير صحافية ان وفداً أمنياً أميركياً يزور الخرطوم في مهمة لم يعلن عنها. وقال مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام السيد أحمد إبراهيم الطاهر في تصريحات للصحافيين أمس إن المناطق التي ادعى زعيم "الجيش الشعبي" العقيد جون قرنق السيطرة عليها ليست لها أهمية استراتيجية. واتهم المسؤول السوداني قرنق بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة، وأشار إلى تصريحاته السابقة التي أعلن فيها ان حل قضية الجنوب لا يتم إلا عبر البندقية، مما يعكس رغبته في خيار الحرب، وأكد ان حكومته ظلت تسعى أكثر من عشرة أعوام لإقرار السلام عبر طاولة المفاوضات. إلى ذلك، أوردت صحيفة "الصحافي الدولي" أمس ان الفريق الأميركي المكلف الحوار مع السودان في شأن علاقته بالجماعات الارهابية، وملاءمة الوضع الأمني في الخرطوم لعودة طاقم السفارة الأميركية إلى الخرطوم، لا يزال يواصل مهمته. وأفادت ان أفراد الفريق الذين ينتمون إلى مكتب التحقيقات الفيديرالي ووكالة المخابرات الأميركية وقسم مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية يتناوبون على أداء مهمتهم في شكل مجموعات. وكان وفداً أمنياً أميركياً زار الخرطوم الشهر الماضي، وحمل ردود الحكومة على استفساراته في شأن علاقة السودان بالمجموعات الإسلامية ووجودها داخل البلاد والأوضاع الأمنية في الخرطوم إلى واشنطن لتقويمها واتخاذ ما تراه ازاء الحوار بين الجانبين. واتهم حزب المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي، الحكومة بالرضوخ إلى الضغوط الأميركية في شأن ايواء السودان مجموعات إسلامية تتهمها واشنطن بالارهاب وتطالب بإبعادها. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب إبراهيم السنوسي إن الخرطوم رفضت قدوم وفد من "حركة المقاومة الإسلامية" حماس كان ينوي التوسط بين جناحي الحزب الحاكم. في أسمرا، أفادت مصادر المعارضة السودانية ان "التجمع الوطني الديموقراطي" ارجأ تلبية دعوة ليبية إلى الاجتماع في طرابلس إلى ما بعد انعقاد مؤتمره الثاني. وبررت التأجيل بأن المؤتمر سيناقش كل القضايا المطروحة للخروج برؤية واضحة لها. وذكرت ان المؤتمر سيعقد خلال فترة قريبة، وان المرحلة المقبلة ستشهد تفعيل عمل اللجان التحضيرية. من جهة أخرى، قالت المصادر إن وفداً من المعارضة سيلتقي الأسبوع المقبل السكرتارية الفنية للهيئة الحكومية لمكافحة الجفاف ايغاد في نيروبي، من أجل البحث في حل للأزمة السودانية.