حسم مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن السيد هاني السباعي الجدل حول مصير أسرة زعيم "جماعة الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري التي تتكون من زوجته وخمسة من أبنائه بينهم أربعة بنات وولد، والذين تردد أنهم قتلوا جميعاً في القصف الأميركي لقندهار. وأكد السباعي في اتصال هاتفي مع مكتب "الحياة" في القاهرة امس أن القصف الذي طاول مسكناً كانت تقيم فيه أسرة الظواهري مع أُسر عرب آخرين في مدينة قندهار راح ضحيته زوجة زعيم "الجهاد" السيدة عزة نوير وابنهما محمد 13 سنة، فيما تبين ان ابنتيه الكبريين فاطمة واميمة كانتا مع زوجيهما خارج قندهار اثناء القصف فنجتا. ويذكر أن الأولى متزوجة من اصولي مصري بارز معروف باسم "ابو دجانة الالماني" ولديها منه طفلان، وأن الثانية متزوجة من فلسطيني اسمه قاسم ولديها منه طفل واحد. وأوضح السباعي ان البنتين الأخريين للظواهري، خديجة ونبيلة اصيبتا بجروح من جراء القصف ونقلتا الى مكان آخر وخضعتا للعلاج، ولم يعرف لأيام المكان الذي نقلتا اليه، فاعتقد بعضهم بأنهما قتلتا. وكشف أنهما لحقتا بشقيقتيهما بعدما استردتا الوعي. وأكد مجدداً أن الظواهري نفسه في صحة جيدة ولم يصب بسوء، وأن كل المعلومات التي ترددت عن اصابته بجروح أو مقتله في القصف الاميركي لجبال تورا بورا ليست صحيحة. وقال: "باستثناء القائد العسكري لتنظيم القاعدة أبو حفص المصري والقياديين البارزين في جماعة "الجهاد" نصر فهمي نصر وطارق انور الذين قتلوا نتيجة لقصف مدينتي كابول وخوست، فإن باقي القادة البارزين لتنظيمي "القاعدة و"الجهاد" ما زالوا احياء". وأضاف أن الناجيات من عائلة الظواهري رحلن مع أسر عرب آخرين من قندهار خشية تعرضهن لأعمال انتقامية. و"الجميع يتنقلون حالياً بين مناطق صحراوية وجبلية جنوبافغانستان، وهم جميعاً في حال يرثى لها ويعوزهم المأكل والملبس". وأوضح أن بعض الرجال من العرب يتولى حراسة النساء من أسر قادة "الجهاد" "لكن هؤلاء يعجزون عن تدبير حتاجاتهم من الطعام والشراب". ودعا السباعي المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان والهيئات الاغاثية والانسانية الى التدخل "لحفظ حياة مئات من العرب غالبيتهم من النساء والأطفال يتعرضون للموت البطيء في الجبال والدروب الصحراوية بعدما فروا من بطش الاميركيين ورجال التحالف الشمالي". وتساءل: "ماذا تفعل جمعية الهلال الاحمر؟ وكيف تترك المسلمات وأطفالهن عرضة للقتل والموت والوقوع في الراغبين في الانتقام من كل عربي؟" وأشار الى أن جميع الأفغان العرب وزوجاتهم وابنائهم تركوا مدينة قندهار قبل أن تخليها حركة "طالبان"، وهم مشردون في الدروب الصحراوية والقمم الجبلية التي تعج بالمئات منهم.