أقر اسامة بن لادن وزعيم جماعة "الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري "فتوى شرعية" توجب على حراسهما قتلهما قبل أن يقعا في الأسر. وأكد أصولي مصري مقيم في بريطانيا أن عشرات من الأفغان المصريين لقوا حتفهم جراء القصف الأميركي للمدن الأفغانية، وأن آخرين قتلوا على أيدي قوات التحالف الشمالي بعد اجتياحها لتلك المدن. وقدر مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن السيد هاني السباعي عدد الأفغان العرب من أعضاء تنظيم "القاعدة" بنحو ألف شخص فقط، وأن القادة الفاعلين فيها لا يزيد عددهم على 150 شخصاً، واعتبر أن الاميركيين ضخّموا حجم "القاعدة" في سياق تبريرهم لضرب أفغانستان وتصفية الوجود الأصولي فيها. وأكد السباعي في اتصال هاتفي مع "الحياة" أمس أن بن لادن والظواهري اقرّا فتوى تجيز قتل النفس بواسطة الغير، وأنهما اصدرا تعليمات الى حراسهما بإطلاق النار عليهما وقتلهما معاً أو منفصلين قبل أن يصل الأمر الى حد القبض عليهما. وقال ان "الأفغان العرب" يفضلون القتال والموت على الاستسلام "لأنهم يعرفون أن مصيرهم إما سينتهي على أيدي قوات التحالف الشمالي كما حدث مع إخوانهم ممن قتلوا على أيدي رجال هذا التحالف بعدما دخلوا المدن التي كان يقيم فيها عدد من الأفغان العرب، أو سينقلون إلى قواعد اميركية ليخضعوا لتحقيقات تحت التعذيب لإجبارهم على الإدلاء بمعلومات ربما لا يعلمون عنها شيئاً". وأوضح أن "غالبية العرب الذين تم القبض عليهم والتنكيل بهم وقتل بعضهم في كابول بعد دخول قوات التحالف الشمالي إليها ينتمون إلى دول خليجية، وأن الكارثة التي حلت بالمصريين وقعت حين تم قصف مدينة خوست حيث قتل عشرات منهم بينهم أسر كاملة". وأضاف أنه سيعلن في وقت لاحق اسماء عدد من قادة الاصوليين الذين قتلوا في خوست خلال القصف الذي أدى أيضاً إلى مقتل الطيارين البارزين نصر فهمي نصر وطارق أنور اللذين شكل مقتلهما ضربة شديدة لتنظيم "القاعدة"، إذ عمل نصر وأنور مع اسامة بن لادن منذ تأسيس "الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" في شباط فبراير 1998. وكشف السباعي أن زعيم حركة "طالبان" الملا عمر أعلن التزامه الدفاع عن العرب وحمايتهم، لكنه في الوقت ذاته خيّرهم بين الاستمرار في القتال إلى جانب قوات "طالبان" حيث لا تزال للحركة سيطرة أو محاولة الهرب، ففضلوا الاستمرار في القتال. وعلى رغم أن الاصولي المصري السباعي المحكوم غيابياً بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية "العائدون من ألبانيا" أكد أن أعداداً من مقاتلي "طالبان" و"الأفغان العرب" اتجهوا إلى الجبال وبدأوا بالفعل في شن حرب عصابات، إلا أنه توقع أن يختفي وجود العرب داخل أفغانستان خلال فترة وجيزة نتيجة الظروف وسيادة شعور عام معاد لهم لدى الشعب الأفغاني، مشيراً الى أن بعض اعضاء حركة "طالبان" أنفسهم لا يشعرون بارتياح تجاه العرب ويعتبرونهم سبب الكوارث التي حلت بالحركة. وبالنسبة الى المكان الذي لجأ إليه بن لادن والظواهري، قال السباعي أن قادة "القاعدة" و"الجهاد" لا يقيمون في مكان واحد لئلا يجذبوا الأنظار، نظراً الى كثرة عدد مراقبيهم. وتوقع ألا يتمكن الأميركيون من العثور عليهما، وإذا تمكنوا فإن الفتوى التي اصدراها تحول دون القبض عليهما.