أكد عدد من مديري الشركات الكبرى وممثلي مؤسسات التمويل الخليجية والدولية ان تنفيذ المشاريع الضخمة خصوصاً في قطاع النفط والطاقة، ومشاريع البنية الأساسية سيستمر في النمو خلال السنوات المقبلة، فيما اكدت المؤسسات المالية استعدادها لتمويل هذه المشاريع نتيجة توافر سيولة مالية عالية، وذلك على رغم الاحداث الأخيرة التي يشهدها العالم وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. وقدر الخبراء حجم التمويلات المطلوبة لتنفيذ هذه المشاريع بين 40 و50 بليون دولار سنوياً، فيما كشف عدد من المسؤولين في الشركات الخليجية العملاقة، في اليوم الثاني لمؤتمر الشرق الأوسط الثاني للتخصيص وتمويل المشاريع الذي اختتم في أبوظبي امس، أن هذه الشركات وفي مقدمها "الشركة السعودية للصناعات الاساسية" سابك ستعمد الى اصدار "سندات" في الاسواق العالمية واتباع اساليب تمويل مرنة لتمويل عملياتها التوسعية لضمان تفوقها على الصعيد العالمي. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "مرافق" السعودية عبدالله المري امام المؤتمر ان الشركة تفتح المجال أمام الشركات المالية العالمية لتمويل مشاريع الطاقة وتحلية المياه لمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين والتي تبلغ كلفتها نحو 12 بليون دولار. وتحدث الدكتور صالح الجلاد نائب رئيس "شركة اتحاد المقاولات" سي. سي. سي حول المشاريع التي نفذتها الشركة في منطقة الخليج، فأكد ان متوسط حجم سوق الانشاءات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بلغ نحو 25 بليون دولار سنوياً بين عامي 1972 و1984. وأشار الى ان حجم هذه السوق استمر في الارتفاع ووصل معدله السنوي الى 33 بليون دولار بين 1985 و1995 وارتفع الى 39 بليون دولار بين عامي 1995 و2001. وتوقع في ورقته ان يرتفع حجم السوق الى نحو 50 بليون دولار سنوياً خلال العقد الحالي 2001 - 2010 ولفت الى ان القطاع الخاص سيكون له دور مهم في هذا المجال. ودعا شركات المقاولات المختلفة الى توسيع دورها في أعمال الانشاءات لتحقيق فرص استثمار على المدى البعيد وتحمل مسؤولياتها في مختلف المجالات وخصوصاً في عمليات التمويل والتسويق وتشغيل المشاريع. وتحدث غازي عبدالجواد الرئيس التنفيذي ل"المؤسسة العربية المصرفية" حول المشاريع التي مولتها المؤسسة وهي أكبر مؤسسة مالية في العالم العربي، اذ تبلغ موجوداتها نحو 26 بليون دولار. وقدم شرحاً عن المشاريع التي تم تمويلها في المنطقة أخيراً وأبرزها مشروع الشويهات في الامارات الذي تم تمويله بمبلغ 1.6 بليون دولار، ومشروع الطويلة ب بمبلغ بليون دولار ومشروع محطة تحلية المياه في الفجيرة بكلفة 550 مليون دولار ومشروع "دولفين" باستثمارات تبلغ 3.5 بليون دولار. وفي الكويت تم تمويل مشروع "العطريات" بمبلغ 1.4 بليون دولار، ومشروع "زور للطاقة" بمبلغ بليوني دولار ومشروع "ايت كويت - 2" بكلفة بليوني دولار ومشروع معالجة مياه الصرف في منطقة صلوبيا بكلفة 390 مليون دولار. وذكر ان مشروع تحويل الغاز الى سوائل في قطر بلغت كلفته نحو 800 بليون دولار، كما تم تمويل مشروعي صحار للأسمدة ومصفاة النفط في عمان بكلفة 550 مليون و700 مليون دولار على التوالي، بالإضافة الى مشروع توسعة مصنع الالومنيوم في البحرين لشركة "البا" والبالغة كلفته 1.7 بليون دولار. وقدر عبدالجواد حجم عمليات التمويل في الفترة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط بنحو 30 الى 40 بليون دولار، مؤكداً وجود سيولة كافية في مصارف المنطقة لتمويل هذه المشاريع. وقال حمود التويجري نائب رئيس "سابك" للخدمات الادارية ان مشاريع التوسعة التي تنفذها "سابك" سترفع طاقة الانتاج من 35 مليوناً الى 48 مليون طن متري بنهاية 2010 . ولفت الى ان "سابك" لن تلجأ في تنفيذ المرحلة الثالثة من عمليات التوسعة الى خيارات التمويل التقليدية، مشيراً الى انها تدرس خيارات كثيرة بينها اصدار "سندات" في الاسواق الدولية واتباع أساليب تمويل مرنة من أجل المحافظة على مركز الشركة كمنتج رئيسي للبتروكيماويات في العالم.