طرأت في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة تطورات عدة مهمة تؤثر في عملية السلام في ايرلندا الشمالية. اذ اطلق امس اسم جديد على "شرطة ألستر الملكية"، وهي من الرموز القوية للوجود البريطاني في ايرلندا الشمالية، هو "خدمة الشرطة في ايرلندا الشمالية". وجاء هذا التغيير في اعقاب انفجار سيارة قرب محطة القطارات الرئيسية في مدينة برمنغهام الواقعة في وسط انكلترا في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد فيما تبذل الحكومة البريطانية جهودا لانقاذ حكومة الوحدة في ايرلندا الشمالية برئاسة البروتستانتي ديفيد تريمبل. بلفاست لندن - أ ب، رويترز - اعلنت الشرطة البريطانية انها تعتقد ان ثوارا معارضين لعملية السلام في ايرلندا الشمالية هم المسؤولون عن الانفجار. وقالت ناطقة باسم الشرطة البريطانية لمحطة تلفزيون "سكاي": "تلقينا تحذيرا ولكن هذا التحذير وجه لنا متأخرا اكثر مما ينبغي لاتخاذ تحرك ايجابي. كنا نخشى ان هذا قد تكون له عواقب خطيرة ولكن بامكاننا تأكيد عدم وقوع اصابات خطيرة وبشكل واضح نقوم بمسح شامل الان في المنطقة المجاورة مباشرة". وانحيت باللائمة في هجمات سابقة بالقنابل في ايرلندا الشمالية وبريطانيا على جمهوريين ايرلنديين منشقين. ووقع الانفجار بعد ساعات فقط من توصل ساسة ايرلندا الشمالية لسبيل لانقاذ عملية السلام في الاقليم الذي تحكمه بريطانيا. فبضغط من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اعلن حزب التحالف الذي يعتبر نفسه محايدا ويضم بروتستانت وكاثوليك معتدلين وله خمسة مقاعد في المجلس التشريعي في ايرلندا الشمالية انه سيصوت الى جانب اعادة تثبيت ديفيد تريمبل وزيرا اول للاقليم بعدما خذله اعضاء حزبه في المجلس. ويرأس تريمبل اكبر الاحزاب البروتستانتية في الاقليم، حزب ألستر الوحدوي. ووقف عضوان في حزب تريمبل الجمعة الماضي ضد زعيم حزبهم في عملية تصويت على اعادة تنشيط حكومة الوحدة، ما ادى الى خسارته بفارق صوت واحد. وتشترط عملية السلام ان يحظى تريمبل بتأييد غالبية اعضاء حزبه في المجلس التشريعي. وكان تريمبل فاز بتأييد الجمهوريين و70 في المئة من اعضاء المجلس ككل. ويعارض المتشددون البروتستانت بقاء حكومة بالتحالف مع حزب شن فين الجمهوري على رغم بدء الجيش الجمهوري الايرلندي الاسبوع الماضي عملية نزع سلاحه. وكان تريمبل استقال في تموز يوليو الماضي من منصب الوزير الاول معلنا انه لن يعود الا اذا بدأ الجيش الجمهوري نزع سلاحه. واعلن الوزير البريطاني لشؤون ايرلندا الشمالية جون ريد ان تصويتا آخر سيحصل اليوم الاثنين ولكن البروتستانت المتشددين قالوا انهم يرون ان عملية التصويت اليوم ستكون غير قانونية وانهم سيحتكمون الى القضاء معتبرين ان تصويت نواب حزب محايد الى جانب مؤيدي تريمبل يشكل تلاعبا في العملية الديموقراطية. ويذكر ان الكاثوليك طالما اعربوا عن عدم ثقتهم في قوة الشرطة الملكية في الستر المكونة في غالبيتها الساحقة من بروتستانت، وكانت اعادة تشكيل قوات الشرطة هدفا مهما من اهداف اتفاق السلام الموقع في 1998. ويعتبر تغيير اسم قوة الشرطة واحدا من سلسلة اجراءات اقترحتها لجنة دولية برئاسة الحاكم البريطاني السابق لهونغ كونغ كريس باتين والهدف منها جعل جهاز الشرطة مقبولا لدى الكاثوليك. وتأمل قوة الشرطة الآن بتجنيد وتدريب 600 شرطي سنويا نصفهم من الكاثوليك. وبموجب خطة اعادة تنظيم قوة الشرطة في ايرلندا الشمالية في اطار عملية السلام في الاقليم سيتولى الاشراف عليها مجلس من 19 ممثلا للاحزاب السياسية البروتستانتية وحزب العمال الكاثوليكي الديموقراطي المعتدل. اما حزب شن فين، الذي يعتبر الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي، فقد رفض شغل مقعدين خصصا له في المجلس قائلا ان الاصلاحات في جهاز الشرطة ليست كافية. يذكر ان شرطة ألستر الملكية اسست في العام 1921 بعد تقسيم ايرلندا الى دولة مستقلة في الجنوب ومقاطعة ايرلندا الشمالية تحت الحكم البريطاني.