بين القضايا الأساسية التي يتضمنها جدول أعمال "حوارات بون" الملف الخاص ب"حقوق الانسان والمرأة في افغانستان"، وشدد أكثر من مسؤول دولي، في مقدمهم وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر والأخضر الابراهيمي، على أهمية إعادة حقوق المرأة بعدما اضطرتها "حكومة طالبان" الى أوضاع "تعود الى العصور الوسطى". وأكدت الوفود الأربعة الأفغانية المشاركة في الحوارات، التزامها الشريعة الاسلامية، والتعامل مع حقوق المرأة وفق ما تقتضيه تعالم الدين الاسلامي، كما أيدت دوراً أساسياً للمرأة الأفغانية في إعادة إعمار افغانستان والمساهمة في صنع مستقبلها. وفي حديث الى "الحياة" اعتبرت فاطمة جيلاني عضو وفد مجموعة بيشاور ان الملك السابق ظاهر شاه "ضمان للمرحلة المقبلة" في اطار ادارة البلد، مطالبة بنزع سلاح العديد من المدن الأفغانية خصوصاً كابول. واعترضت حركات نسائية المانية على "ضآلة" التمثيل النسائي في الوفود الأربعة، وينظم في بون اليوم مؤتمر بعنوان "المجتمع المدني ودوره في إعادة اعمار افغانستان"، برعاية جمعية السلام السويسرية، وتشارك فيه ثمانون منظمة غير حكومية وعدد كبير من الأفغانيات. واعتبرت فاطمة جيلاني ان هذه التظاهرات "مساهمة ضرورية في اعادة السلام والاستقرار الى افغانستان، ودفعاً للذين سيتولون صوغ دستور يفترض ان يعيد الاعتبار الى الدستور الأفغاني القديم الذي عطله الاجتياح العسكري السوفياتي". ووصفت الدستور السابق بأنه "كان ثورياً للمنطقة، وأتاح للأفغانية حقوقها في العمل والتعليم والنشاط الاجتماعي والسياسي". ومعروف ان السيدة جيلاني هي ابنة الزعيم المعروف بير جيلاني، وزوجة زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الأفغاني الدكتور أنور الحق آحادي، عضو وفد "مجموعة بيشاور" الى بون. وقالت فاطمة جيلاني: "فضلت عدم شغل مقعد عضو أساسي في وفد المجموعة، اذ يرأسه سيد اسحاق جيلاني، كما ان زوجي عضو في الوفد". وأضافت: "كنت قبل شهور فقدت الأمل بالعودة الى البلد، ولم أكن أتصور أبداً تسارع الأحداث بهذا الشكل المأسوي. وها نحن عائدون، وسنبني تجربة ديموقراطية تعيد للأفغانية حقوقها المنصوص عليها في دستورنا السابق". وأبدت ارتياحها الى "تركيز جميع المتحدثين في بون على ضرورة اعادة حقوق المرأة الى نصابها". وعن الدور الذي يمكن أن تضطلع به الأفغانية قالت فاطمة جيلاني: "لا أبحث إلا عن الدور الذي كنا نلعبه خلال الفترة الديموقراطية قبل الاجتياح السوفياتي. كنا حاضرات في كل مجالات الحياة، من البرلمان الى مجلس الشيوخ والوزارة، وكانت لنا حقوق متساوية. وعلى رغم ان عدد المتعلمات لم يكن كبيراً، كان لنا دور أساسي في حياة البلد". الافضل والممكن وعن مجريات محادثات بون قالت جيلاني: "نحن في مرحلة الحوار الأفغاني - الأفغاني، وثمة كثير مما اتفق عليه، وما نتناوله هو التفاصيل الجوهرية". ونفت ان تكون المشاورات توصلت الى تحديد تشكيلة المجلس الموقت، وأضافت: "لم نتوصل بعد الى تحديد دقيق لتشكيلة المجلس أو عدد أعضائه، وقد نتوصل الى اتفاق في الساعات المقبلة". واستدركت: "ما سنقرره في بون له صيغة الموقت، وبما ان الانتخابات الديموقراطية لم تجر بعد، فإن التمثيل الحالي ليس الأفضل، بل الممكن في الظروف الحالية، وينبغي ان نسعى الى حكومة منبثقة من انتخابات ديموقراطية. ليس أمامنا الآن سوى خيار واحد هو الاتفاق". وعن الدور الذي يمكن أن يضطلع به الملك السابق، قالت فاطمة جيلاني: "مجموعة بيشاور أبدت استعدادها لقبول فكرة اضطلاع الملك ظاهر شاه بدور ريادي، وثمة اتفاق شبه كامل بين الأطراف على ان بامكانه أن يكون ضمانة تلتف حولها جموع الشعب. إذا سألت أي افغاني، تحديداً الشباب، عن الشخصية التي يرغب في أن تناط بها زعامة البلاد سيكون الرد الملك محمد ظاهر شاه". ونبهت الى "ضرورة ان تتسم حوارات بون بالتأني والحذر والصبر، وتحاشي هيمنة أي فريق بصرف النظر عن قوته العسكرية على الأرض، لا سيما ان هناك أطرافاً، مثل مجموعتنا، رفضت استخدام القوة في الصراع السياسي في افغانستان، وكذلك كانت حال الملك". ودعت الى "نزع السلاح في العديد من المدن الأفغانية، خصوصاً كابول ونشر قوة دولية لحفظ السلام تحت مظلة الأممالمتحدة".