} اثار دخول قوات "تحالف الشمال" المعارضة العسكرية الافغانية الى كابول امس قلقاً وحذراً لدى القوى الافغانية الاخرى المعارضة، فدعا احد ابناء الملك السابق محمد ظاهر شاه "التحالف" الى عدم تكرار الاخطاء التي ارتكبها بدخوله الى العاصمة العام 1992، فيما اعتبر احد مستشاري الملك ان "التحالف" خرق تعهداته عدم الدخول الى المدينة قبل تشكيل حكومة. كما حذر احد زعماء اتنية البشتون "التحالف" من حكم كابول منفرداً، ودعا آخر الاممالمتحدة الى التدخل والمساعدة في تشكيل حكومة وطنية. ورد احد قادة "تحالف الشمال" بأن ليس لدى قادته نيات لحكم البلاد، وان الرئيس المخلوع برهان الدين رباني لن ينصب نفسه رئيساً مجدداً. كابول ، إسلام آباد، بيشاورباكستان، باريس، لندن، روما - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - دعا اصغر ابناء العاهل الافغاني المخلوع الملك محمد الظاهر شاه، مرويز الظاهر "تحالف الشمال" الى عدم تكرار الاخطاء التي ارتكبها بين 1992 و1996 في كابول عندما تسببت الخلافات بين الفصائل في تدمير ثلث المدينة وسقوط الاف القتلى. وقال: "لا نريد تكرار حمام الدم بل نتطلع للعودة الى ديارنا لاعادة بناء بلدنا العزيز". وناشد زعماء "التحالف"، "اليقظة ووضع مصالح البلاد نصب اعينهم". وعلق على التزام "تحالف الشمال" عملية سلمية وقال : "ان ذلك جدير بالتقدير. من الجيد ان يتمسك التحالف بوعوده ... اننا نأمل ان تحل مسألة تشكيل حكومة في كابول في اقرب وقت ممكن". وفي الاطار نفسه، اعتبر الجنرال الافغاني السابق عبد الولي احد اقارب ظاهر شاه تحرير كابول "حدثاً في غاية الاهمية وباعثاً على الامل في مستقبل افغانستان". واضاف "ان الامر الاكثر اهمية بالنسبة الى العائلة المالكة الافغانية حالياً، هو امن سكان كابول وسلامتهم". خرق تعهد؟ الى ذلك، اعلن عبد الستار سيرات احد مستشاري الملك السابق امس، ان "تحالف الشمال المعارض خرق تعهداته للملك بدخوله الى كابول. وقال : "هذا ضد الاتفاق الذي توصلوا اليه معنا ... لم نتوقع ان يدخلوا الى كابول. كنا نريد ان تبقى العاصمة منزوعة السلاح وان تتشكل حكومة وادارة للمدينة في اطار عملية سياسية". وزاد :"لم يجر الاعداد لهذه العملية بعد ومن ثم كان هذا امر غير متوقع بالنسبة الينا ونشعر بالقلق إزاء الاوضاع الامنية في كابول .. نشعر بالقلق على المدنيين لانهم التحالف دخلوا من دون ترتيب عملية سياسية". وكان الناطق باسم الملك السابق يوسف نورستاني، اعتبر "ان دخول حزب او بعض الفصائل الى كابول لا يشكل حلاً". وقال :"اننا نعود الى نقطة الانطلاق اذا بقوا في كابول ولم يتقاسموا السلطة واذا لم تتمثل جميع الثقافات والمناطق الجغرافية". البشتون يحذرون الى ذلك، دعا احد قادة البشتون المقيمين في باكستان القائد حاج محمد زمان "تحالف الشمال" الى عدم تولي الحكم منفرداً وانما مع جميع الافغان. وقال في تصريحات صحافية امس في بيشاور ان "تقدم قوات تحالف الشمال ودخولها الى كابول نبأ جيد. ونحن سعداء بأن يكون طالبان غادروا المدينة". واضاف: "لكن تحالف الشمال يجب ان يحكم مع جميع الافغان وليس وحيداً لاننا لا نريد ان تتكرر اخطاء الماضي". ومن جهة اخرى، هدد زمان بشن عملية مسلحة ضد عناصر "طالبان" اذا لم ينسحبوا من مدينة جلال اباد شرق افغانستان. وقال: "في حال لم تستجب طالبان رسالتنا لن يبقى لدينا خيار سوى اللجوء الى السبل العسكرية". واوضح ان القادة البشتون المجتمعين في بيشاور وجهوا رسالة الى "طالبان" وطلبوا منها ان تسلمهم، من دون قتال، ولاية ننغرهار وعاصمتها الاستراتيجية جلال اباد. مشيراً الى ارسال وفد الى جلال اباد، وقال: "ننتظر عودته اليوم امس واستطيع ان انتظر حتى الغد اليوم". الى ذلك دعا الزعيم الافغاني المعارض المخضرم سيد أحمد جيلاني الاممالمتحدة الى التدخل سريعاً للمساعدة في تشكيل حكومة ما بعد "طالبان". وقال في مؤتمر صحافي عقده امس في إسلام آباد: "دخلوا قوات تحالف الشمال الى كابول لان هناك فراغاً في السلطة ... كنت أتمنى أن نتفق على حل سياسي قبل أن نصل الى تلك المرحلة. أما الان ومع دخولهم فاننا نطلب من الاممالمتحدة ونأمل منها أن تتحرك بأسرع ما يمكن وتبدأ في وضع نظام لانتقال السلطة". "التحالف" والحكم لكن احد قادة "تحالف الشمال"اعلن امس ان المعارضة المسلحة الافغانية لا تعتزم حكم البلاد بعد دخولها الى العاصمة الافغانية وتبقى ملتزمة عملية السلام برعاية الملك السابق ظاهر شاه. وقال يونس قانوني، وهو وزير داخلية "التحالف" المعارض "نحن هنا الآن لضمان امن المدينة والحؤول دون تعرض المجرمين للمواطنين. ما زلنا ملتزمين العمل الى جانب مجلس الوحدة الوطني الذي شكلناه مع الملك السابق ظاهر شاه في المنفى في روما منذ اطيح به عام 1973". واضاف "لن يدخل البروفسور رباني ولن يعلن تنصيبه رئيساً ولن يعين اي وزير، بل سيمهد السبيل لجمع مجلس الوحدة الوطني. اننا نؤيد مبدأ انشاء حكومة يوافق عليها كل الافغان. فبعد 22 عاماً من القتال نرغب في رؤية افغانستان تنعم بالسلام. نحن لا نريد حكم البلاد". وفي الاطار نفسه، اعلن شقيق القائد السابق ل"تحالف الشمال" احمد شاه مسعود امس ان "كابول لنا"، ولكن المعارضة لنظام طالبان لا تزال مستعدة لتقاسم السلطة. وقال احمد والي مسعود اثناء مؤتمر صحافي في لندن ان "كابول لنا وسنبقى فيها الى ان نجد صيغة مع الاسرة الدولية" بغية تشكيل "حكومة وحدة وطنية واسعة". واضاف ان "تحالف الشمال" لا يعتزم التوقف عند السيطرة على كابول ويسعى الى "القضاء نهائيا على طالبان في افغانستان"، بما في ذلك معاقلها في الجنوب.