بدا "تحالف الشمال"، مع دخوله الى كابول ومواصلته السيطرة على المناطق الأخرى من أفغانستان، وكأنه وضع على الرف كل الاتفاقات التي تم التوصل اليها في الشهرين الماضيين في روما، عبر الحوارات بين قادته، في مقدمهم يونس قانوني، والملك السابق محمد ظاهر شاه ومستشاريه. لكن العاصمة الايطالية ما تزال محطة اساسية في شبكة الاتصالات الدولية الجارية في شأن مستقبل أفغانستان. وأعلن ظاهر شاه نيته الاعداد للعودة الى كابول، داعيا، في رسالة صوتية، الشعب الأفغاني الى "حقن الدماء وعدم الوقوع في براثن الرغبة في الانتقام والى احترام السجناء والعمل على عقد اجتماع لويا جيركا" الاطار الدستوري الوحيد، في رأي عدد من الساسة الأفغان، القادر على التشريع للمستقبل الأفغاني. وتواصلت في فيلا الملك السابق في منطقة الأولغاتا في ضواحي روما الاجتماعات واللقاءات بين مستشاريه وأبنائه والمبعوثين الدوليين. فالتقى المبعوث الاميركي الخاص لدى أحزاب المعارضة الأفغانية جيمس دوبنس الملك السابق وبحث معه في تطورات الوضع والدور الذي يمكن أن يلعبه العاهل السابق في بلاده. ورفض دوبنس الإدلاء بأي تفاصيل عن اللقاء واكتفى بالقول "في ما يخص المستقبل في أفغانستان فإننا لا نزال في بداية العملية". وكان دوبنس أطلع العاهل الأفغاني السابق على الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الأممالمتحدة بين الولاياتالمتحدة وروسيا والدول الست المجاورة لأفغانستان حول مستقبل هذا البلد بعد انهيار حكومة "طالبان". وأعاد المبعوث الاميركي الى الأذهان ان "الاتفاق ينص على تشكيل ائتلاف حكومي يضم مجمل تيارات المجتمع الأفغاني". والى جانب عنصر المفاجأة الذي ميز ردود فعل مساعدي الملك السابق والتي لخصها كبير مستشاريه البروفيسور عبدالستار سيرت بأنها "خرق لاتفاقات روما". واوضح نجل الملك السابق مير ويس ظاهر ان "تحالف الشمال" التف على اتفاق روما الذي ينص على "ان قادة الجبهة المتحدة يبلغون الملك بأي خطوة يقوم بها التحالف". وقال:"نحن سعداء لتحرير كابول والمدن الأخرى لكننا في الوقت نفسه قلقون لأن المدينة وقعت في أيدي جماعة اثنية واحدة". وأضاف مير ويس "تعمد تحالف الشمال لخمسة أسابيع ارجاء اجتماع للقادة كان مقرراً أن يعقد في أنقرة ووعد باطلاع الملك على أي تطورات. تركونا ننتظر ولم يتصل بنا أحد ليبلغ والدي بأنهم كانوا يدخلون الى كابول". وتمنى مير ويس ان "تجري الأمور في الشكل الأفضل وأن تحقن الدماء". من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الايطالي ريناتو روجيرو انه "لا يزال هناك امكان لأن يلعب الملك السابق دوراً في المستقبل الأفغاني". ولم يحدد روجيرو هذا الدور إلا أنه أكد "ان تحرير كابول سرّع من مجريات الأحداث في أفغانستان الى درجة تتطلب العمل الجاد والسريع من أجل تشكيل حكومة موقتة أصبحت من الأولويات الأساسية". وكان روجيرو التقى مندوب الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بالملف الأفغاني وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الابراهيمي بناء على تكليف من وزراء خارجية دول قمة الثمانية "وتدارس معه تطورات الوضع بعد تحرير كابول". وشدد روجيرو على "الدور المركزي الذي يمكن للأمم المتحدة أن تلعبه في هذا الصدد". ويزور الابراهيمي في الأيام المقبلة روما للقاء ظاهر شاه والمسؤولين الايطاليين وسيتوجه بعدها الى بيشاور.