سادت الشارع الفلسطيني امس خيبة امل ازاء زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لكل من القدس الغربية وغزة على رغم تكراره في كل منهما دعوته في العاصمة الاردنيةعمان، كما فعل قبل ذلك في الرياض ودمشق، إلى "احياء عملية السلام على أساس حق إسرائيل في الوجود والأمن وضرورة إقامة دولة فلسطينية لكي يتمكن الفلسطينيون من العيش في سلام وازدهار". وجاءت خيبة الامل لاسباب ابرزها تعمد حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، خلال زيارة بلير مواصلة سياسة البطش بالفلسطينيين واغتيالهم، على رغم دعوة المسؤول البريطاني الى وقف العنف. واغتال الجيش الاسرائيلي صباح امس بالصواريخ ناشطين من حركة "حماس" واعتقال رفيق ثالث لهما واختطاف عنصرين آخرين منها وجرح ستة فلسطينيين آخرين اصيبت منهم طفلة ورجل بالشلل. وزاد من استياء الفلسطينيين أن زيارة بلير جاءت عشية الذكرى الثالثة والثمانين ل"وعد بلفور" البريطاني الذي وعد اليهود بتسهيل إقامة "وطن قومي" لهم على أرض فلسطين التاريخية، من دون ان يشير بلير الى انه يحمل جديداً يذكر للفلسطينيين. ولم تخرج تصريحات بلير في المؤتمرين الصحافيين المنفصلين اللذين عقدهما مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقبله مع شارون، في مضمونها عن تصريحات سابقة أكد فيها ضرورة إقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع الدولة العبرية، في ظل وجود قناعة في الشارع الفلسطيني بأن حديث شارون عن التفاوض لا صدقية له مع استمرار الاعتداءات والاغتيالات ضد الفلسطينيين من دون اي رادع قوي للسلوك الاسرائيلي من الولاياتالمتحدة او اوروبا. ورفض بلير الافصاح عن "الخطة السياسية" التي تحدثت عنها وسائل الإعلام في الأيام الماضية وجدد دعوته إلى "وقف العنف من جميع الأطراف قبل العودة إلى طاولة المفاوضات". وقال: "أعلم أنه بعد كل سفك الدماء هذا سيعود الجميع الى المفاوضات". واعرب عن تفهمه ل"الضغوط التي يتعرض لها رئيس الوزراء شارون في ضوء سلسلة التفجيرات والهجمات"، لكنه قال: "من الضروري ان تتلاءم اي اجراءات تتعلق بالامن مع القانون الدولي". واضاف: "من الواضح اننا لن نعود الى طاولة المفاوضات الا اذا توقف القتل والعنف من قبل جميع الاطراف". وشن شارون من ناحيته هجوماً على الرئيس السوري بشار الاسد ووصف سورية بأنها "دولة ارهاب تؤوي 11 منظمة ارهابية". واكد شارون انه يرفض التفاوض مع الفلسطينيين "الا اذا حل الهدوء التام وتوقف الارهاب بشكل كامل"، وكرر ان جيشه لن ينسحب من المناطق أ الخاضعة للسلطة الفلسطينية "الا اذا تحقق الهدوء ونفذت السلطة التزاماتها". من ناحيته، اكد عرفات في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع بلير في غزة بعد نحو ساعة من المحادثات ان اجهزة السلطة الفلسطينية حاولت اعتقال منفّذي عملة اغتيال الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي الا انها لم تتمكن "واعتقلنا شقيقي المنفذين واعترفا انهما يعدملان لصالح المخابرات الاسرائيلية". وجدد عرفات التزامه بوقف النار والمسيرة السلمية. وكان بلير اكد عقب محادثات اجراها مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في في عمان ان ثمة حاجة لتوافر "النيات الحسنة لإعادة احياء عملية السلام... ليس من اجل الشرق الاوسط وحده بل من اجل العالم". وقال ان استنكار احداث 11 ايلول سبتمبر والحاجة الى الوقوف بحزم داخل التحالف الدولي ضد الارهاب كانت من الامور التي تم التوافق على اهميتها في هذه المرحلة. واضاف ان هناك شعوراً اكيدا في الاردن كذلك في المملكة العربية السعودية بأن الاسلام المعتدل يجب ان يقف بشكل واضح ضد المتطرفين الذين اختطفوا الاسلام".