كابول، خان آباد أفغانستان، إسلام آباد، لندن - رويترز، أ ف ب، أ ب - أعلنت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية أن القصف الاميركي أمس وأول من أمس على ضواحي مدينة قندهار جنوبأفغانستان أوقع 46 قتيلاً. ونقلت الوكالة عن "مصادر مختلفة" أن الطائرات الاميركية "قصفت بكثافة" منطقة مايوند على بعد 70 كلم غرب مدينة قندهار، معقل حركة "طالبان" ومقر إقامة أسامة بن لادن والقائد الأعلى للحركة ملا محمد عمر.وأوضحت أن غالبية ضحايا القصف هم من البدو، مشيرة الى أنه ربما استهدف مدينة قندهار أيضًا. وأشارت الى احتمال مقتل أو إصابة مئات. ومع استمرار الغارات، واصل زعماء قبائل مناهضة ل"طالبان" اتصالاتهم لتسلم المدينة من دون إراقة دماء. وقال الزعيم القبلي البشتوني حميد قرضاي، الذي يسعى الى اقناع قادة الحركة في قندهار بتسليم المدينة، إن "الجو متوتر في قندهار لكننا لم نسمع بوقوع معارك". وكان ناطق باسم "طالبان" نفى معلومات عن اتفاق على نقل السلطة في قندهار من ملا محمد عمر الى اثنين من زعماء البشتون المحليين هما ملا نقيب الله والحاج بشير. ويعتبر البشتون المجموعة العرقية الأكبر في أفغانستان ويشكلون غالبية عناصر "طالبان". وأسفرت الغارات الاميركية على مدينة خوست الافغانية الشرقية، حيث يوجد الكثير من معسكرات بن لادن التدريبية، عن 62 قتيلاً نهاية الأسبوع الماضي. وأفادت الوكالة الأفغانية ان هدف الغارات كان المولوي جلال الدين حقاني وزير شؤون القبائل في حركة "طالبان" الذي هوجم منزله ومدرسته الدينية في وقت متقدم من مساء الجمعة الماضي. واضافت إن بين القتلى 34 طالباً. وقتل في الغارات أيضاً 19 شخصاً من عائلة واحدة في قرية جاني خيل، على بعد عشرة كيلومترات جنوب خوست، عندما سقطت قنبلة على منزلهم. وقتل تسعة آخرون من القرية ذاتها ليرتفع عدد الضحايا في المنطقة الى 62 قتيلاً في ليلة واحدة. وتقع خوست في إقليم بكتيا على الحدود مع مناطق القبائل الباكستانية، وكانت هدفاً للقصف لأن الولاياتالمتحدة تعتقد أن بن لادن أقام عدداً من معسكرات "القاعدة" التدريبية هناك، لصعوبة الوصول الى المنطقة. وكانت خوست هدفاً اساساً للهجمات بصواريخ "كروز" عام 1998 عندما شنت واشنطن غارات على معسكرات يديرها بن لادن، الذي كان آنذاك المشتبه فيه الرئيسي وراء تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا. وقتل ثلاثون شخصًا فجر أمس في قصف استهدف بلدة شمشاد شرق أفغانستان، قرب الحدود مع باكستان. وقال قاري عبدالسلام المسؤول في ولاية ننغرهار إن غالبية الضحايا من الشبان الافغان وأن سبعة جرحى نقلوا الى باكستان. وذكر عبدالسلام وهو عضو في الادارة التي تشكلت لتحل محل "طالبان" ان الطائرات قصفت المواقع ذاتها في شمشاد مرتين، الثانية بينما كان السكان المتجمعون يشاركون في إغاثة ضحايا الغارة الاولى. وأغارت أربع مقاتلات أميركية صباح أمس على مواقع "طالبان" حول قندوز، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته والتي تشكل آخر معقل للميليشيا الاسلامية في شمال أفغانستان. وقصفت مقاتلة من طراز "بي - 52" التلال الجرداء حيث يتمركز مقاتلو "طالبان" قرب بلدة خان آباد. ثم ظهرت ثلاث طائرات "اف - 16"، وتوالت الانفجارات العنيفة كل خمس دقائق في الوقت الذي ارتفعت سحب الدخان. واعتبر هذا القصف الاعنف منذ نحو أسبوع على جبهة خان آباد، على بعد نحو عشرين كيلومتراً شرق قندوز، حيث لا يزال يتجمع حوالى عشرين ألف مقاتل من "طالبان" بينهم شيشان وعرب وباكستانيون وأوزبك. وكان مئات الجنود من "تحالف الشمال" يستعدون صباحاً للهجوم على مواقع الحركة على جبهة خان آباد. وأشار القائد عبدالديان الى أن دبابتين تقدمتا على خط الجبهة، حيث سقط ثلاثة جنود من تحالف الشمال ليل السبت - الاحد في المنطقة الفاصلة بين المعسكرين. في لندن، أعلن وزير الدفاع جيف هون أمس أن الجنود البريطانيين الذين وصلوا الخميس الماضي الى أفغانستان سيغادرون فور انتهاء مهمتهم. وشكك في احتمال إرسال آلاف من الجنود الاضافيين لاحقاً بسبب "المخاطر" هناك. واعتبر في مقابلة نشرتها صحيفة "أوبزرفر" أن الوضع "يبدو خطراً" في معرض حديثه عن حوالى مئة جندي من مشاة البحرية انتشروا في مطار باغرام شمال كابول لضمان أمنه. وتأتي تصريحات هون غداة تصريحات لقادة "تحالف الشمال"، عبروا فيها عن تحفظاتهم إزاء إرسال أعداد كبيرة من القوات البريطانية، باعتبار أن لا حاجة لوجودهم بعد انسحاب "طالبان". واكدت وزارة الدفاع البريطانية أن جنود مشاة البحرية البريطانيين يتابعون مهمتهم. وقال ناطق باسم الوزارة: "قواتنا موجودة على الارض وتقوم بعملها ولن تغادر". وعن إرسال قوات إضافية قال: "أي قرار لم يتخذ بعد لكن آلاف الجنود ما زالوا في حال تأهب".