على رغم أن رفاعي أحمد طه يعد واحداً من أبرز قادة الأصوليين الراديكاليين المصريين، إلا أن اسمه منذ الهجمات في نيويورك وواشنطن في 11 أيلول سبتمبر الماضي لم يظهر على سطح الأحداث رغم الاعتقاد السائد بأنه الوحيد بين قادة تنظيم "الجماعة الاسلامية" القريب من اسامة بن لادن، لكن الحال اختلفت امس اثر بيان أصدره "المرصد الإعلامي الإسلامي" في لندن ذكر أن طه ألقي القبض عليه في دمشق ثم سلّم إلى مصر، مشيراً إلى أن طه كان اعتقل بعد أيام من وصوله الى العاصمة السورية قبل شهر قادماً من الخرطوم. واتهم البيان "احد اجنحة النظام السوداني بالتورط في العملية"، ولم تؤكد "الجماعة الاسلامية" التي كان طه حتى العام 1998 يشغل موقع مسؤول "مجلس الشورى" لها الخبر الذي لم يتأكد ايضاً من أي مصادر رسمية مصرية أو سورية. ومعروف أن طه محكوم غيابياً بالإعدام من محكمة عسكرية مصرية العام 1992 مع ثمانية آخرين من قادة التنظيم نفسه في قضية "العائدون من افغانستان". وساد اعتقاد لدى المتابعين لملف الاصوليين المصريين بأن طه مقيم في ايران باسم مزور وانه يتردد على افغانستان في فترات كان آخرها العام الماضي، حين ظهر في شريط فيديو مع اسامة بن لادن وزعيم جماعة "الجهاد" المصرية الدكتور ايمن الظواهري. وتبنى طه موقفاً متشدداً من التوجه السلمي ل "الجماعة الاسلامية"، وعارض قرار اصدره في آذار مارس العام 1999 التنظيم قضى بوقف شامل للعمليات العسكرية داخل وخارج مصر. واذا صحّ الخبر يكون طه أهم اصولي مصري سلم الى سلطات بلاده خلال السنوات الاخيرة. وطرح البيان أسئلة أكثر من اجابات. فالمعروف أن مدير المرصد السيد ياسر توفيق علي السري موقوف في العاصمة البريطانية على ذمة تحقيقات تجرى معه في شأن تهم عدة تتعلق بالإرهاب، كما أن موقع "الجماعة الإسلامية" على شبكة الانترنت لم يتضمن امس اي إشارة الى عملية القبض على طه أو تسليمه. ومنذ اعلنت جماعة "الجهاد" العام 1993 ان الظواهري لجأ إلى سويسرا ثم تبين بعدها انه لم يذهب الى هذا البلد مطلقاً، وأن التنظيم استخدم الحيلة للتغطية على انتقال الظواهري مع ابن لادن من افغانستان الى السودان باتت من البيانات التي تتحدث عن لجوء الاصوليين الى دول بعينها أو القبض عليهم في بعض الأماكن محل شك الى أن يظهروا في ساحات المحاكم، وهو ما حدث مع الرجل الثاني في جماعة "الجهاد" احمد سلامة مبروك الذي كانت مصر تسلمته من اذربيجان العام 1996، وظهر في قاعة المحكمة العسكرية بعد ايام من وصوله الى القاهرة ليحاكم في قضية "العائدون من البانيا" التي كان اسمه ورد فيها اثناء التحقيقات كمتهم في حال فرار.