بدأت أجهزة أمنية مصرية تحقيقات مع أصولي سلمته تنزانيا أول من أمس إلى السلطات المصرية. وأفادت مصادر مطلعة أن محمد سيد أحمد 44 عاماً اقتيد من مطار القاهرة في ظل حراسة مشددة الى أحد مقار الأمن وخضع لتحقيقات مكثفة عن نشاطات قام بها في دول افريقية عدة بينها تنزانيا ومدى علاقته ب"جماعة الجهاد" التي كان يقودها الدكتور أيمن الظواهري وتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وكانت الشرطة التنزانية أوقفت أحمد في 21 أيلول سبتمبر 1998 للاشتباه في تورطه مع المواطن التنزاني رشيد صالح أحمد في تدمير السفارة الاميركية في دار السلام في 7 آب أغسطس 1998 والذي اسفر عن مقتل 11 تنزانياً وجرح أكثر من 40 آخرين، وهو الحادث الذي تزامن مع تفجير السفارة الاميركية في نيروبي واسفر عن 213 قتيلا ونحو خمسة الاف جريح. وأمر قاضٍ تنزاني الخميس الماضي بإطلاق الاصولي المصري بعدما اسقط التهم الموجهة إليه، لكن السلطات هناك احتجزته حتى مساء الأحد عندما اقتاده رجال أمن تنزانيون الى طائرة مصرية وسلموه الى ضباط مصريين اصطحبوه الى القاهرة. وذكرت المصادر أن ملفات أجهزة الأمن المصرية خلت من معلومات عن نشاطات مارسها أحمد قبل مغادرته مصر مما يرجح أن صلته ب"جماعة الجهاد" نشأت أثناء وجوده في دولة افريقية، مشيرة الى أن التحقيقات أثبتت أنه التقى عناصر قيادية في التنظيم في افريقيا وشرع معهم في تأسيس قواعد للأصوليين في المناطق التي تتبع دولاً تعاني أوضاعاً داخلية صعبة لتمكين الاصوليين الفارين من الملاحقات الامنية من اللجوء الى هناك. وكانت "جماعة الجهاد" اصدرت قبل ثلاثة أيام من تفجير السفارتين بياناً توعدت فيه الولاياتالمتحدة بعمل سريع رداً على قيام الاستخبارات الأميركية بالقبض على أربعة من قادتها كانوا يعيشون في البانيا وتسليمهم لمصر ورسخ وقوع التفجيرين بعدها الاعتقاد بضلوع الجماعة مع تنظيم القاعدة في العمليتين. ونفى محامي "جماعة الجهاد" في مصر السيد منتصر الزيات أن يكون اسم أحمد ورد في أي من قضايا العنف الديني، أو أن تكون السلطات المصرية أصدرت في حقه من قبل مذكرة اعتقال. ورجح أن تطلق أجهزة الأمن المصرية الاصولي بعد أيام. واعتبر أن قرار القضاء التنزاني إطلاق أحمد وكذلك عدم ترحيله الى اميركا "دليل على براءته من تهمة المشاركة في تفجير السفارة الاميركية في دار السلام". وينتمي الاصولي المصري الى محافظة القليوبية شمال القاهرة وغادر مصر قبل سنوات بطريقة شرعية بدعوى التجارة في دول افريقية. وذكرت المصادر المصرية أن القاهرة تلقت معلومات افادت تورط أحمد في قضايا تجارية في أكثر من دولة افريقية، ولم تستبعد أن يكون الاصولي لجأ الى تضليل أجهزة الأمن في الدول التي تردد عليها بالتغطية على نشاطات تنظيمية عن طريق عقد صفقات تجارية. وأوضحت أن أوراق قضية "العائدون من البانيا" التي نظرت أمام محكمة عسكرية مصرية وصدرت الأحكام فيها العام الماضي اثبتت أن الظواهري كان كلف عناصر في التنظيم ممارسة نشاطات تجارية لتوفير اموال لتمويل عمليات التنظيم وكذلك التغطية على وجودهم في الدول التي يقيمون فيها. ومعروف أن الظواهري استقال قبل أشهر من "إمارة جماعة الجهاد" بعد ضغوط تعرض لها من قادة في التنظيم اعتبروا التحالف الذي ابرمه مع ابن لادن في 1998 تحت لافتة "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" أضرت بالجماعة وتسببت في تضافر جهود أجهزة أمنية دولية في مطاردة عناصر التنظيم وتسليمهم لمصر.