نيويورك - أ ف ب - سيلقي الاعتداء المزدوج على مركز التجارة العالمية بعبء مالي يفوق التصور على عاتق نيويورك، يراوح بين 90 و105 بلايين دولار ويتوزع على السنتين المقبلتين حسب تقديرات رسمية اولية. وفي حين سرت ارقام تقريبية منذ بضعة ايام في المدينة المدماة، نشر مكتب المحقق المالي ألن هيفيسي الخميس الماضي اول دراسة تفصيلية للكلفة الاجمالية المترتبة عن اضخم هجوم ارهابي في تاريخ الولاياتالمتحدة. وقال ان تدمير البرجين التوأمين واشغال ازالة الركام والترميم وفقدان الوظائف ومختلف الارباح الفائتة، يرفع الفاتورة الى 90 بليون دولار كحد ادنى و105 بلايين دولار كحد اقصى تتوزع على السنتين المقبلتين. وجاء في تقرير هيفيسي الذي يشغل ايضاً منصب رئيس الخزانة في المدينة: "لا يمكننا ان نقدر بالدولار الخسائر التي تكبدها النيويوركيون من جراء هذه الهجمات الخبيثة ... لكن ان اردنا الحصول على الموارد الضرورية لاعادة البناء، سيتحتم علينا ان نحاول تقدير كلفة الهجوم على اقتصادنا". واشار التقرير الى ان التدمير المباشر للمباني والمعدات يمكن ان يقدر ب34 بليون دولار في حين تقارب الاضرار الناجمة عن هذا التدمير مثل توقف الاجور وبدلات الايجار 60 بليون دولار. وقدرت دوائر المحقق المالي كلفة اعادة البناء باقل من سبعة بلايين دولار بقليل، في حين لم يصدر حتى الآن قرار بإعادة البناء ولم يعرف بعد المبنى الذي سيتم تشييده في موقع البرجين التوأمين. وتقدر كلفة ترميم او اعادة بناء المباني المتضررة في جوار البرجين ب12 بليون دولار، وكلفة اصلاح خطوط المترو بعد انهيار عدد من الانفاق بثلاثة بلايين وكلفة اصلاح خطوط الهاتف وشبكات الكومبيوتر ببليوني دولار. وسبق وانفق بليون دولار لاشغال ازالة الانقاض ومن المتوقع انفاق ستة بلايين خلال الاشهر التسعة او ال12 المقبلة. وسترتفع الكلفة الاجمالية لساعات العمل الاضافية لرجال الشرطة والاطفاء الذين ما زالوا يعملون على ازالة الركام الى 6،3 بليون دولار، يوازيها المبلغ نفسه للمعدات التي سيستخدمونها ولاعادة بناء الطرقات العامة. وتمثل الجزء الاصعب من هذه الحسابات في تقدير خسائر "رأس المال البشري" اي الكلفة المترتبة عن مقتل نحو 5600 شخص. وتم التوصل الى رقم تقديري بعد تحديد عدد سنوات العمل التي كانت متبقية لهم والتي كانوا سيجنون خلالها معدل 100 الف دولار سنوياً. وقدر المبلغ الاجمالي ب11 بليون دولار. وختم هيفيسي ان "ما تثبته هذه الدراسة بوضوح هو ان ما وعد به الرئيس والكونغرس كمساعدة لنيويورك ليس في الوقت الحاضر سوى سلفة على المبلغ المتوجب انفاقه للتأكد من ان الارهابيين لم يتوصلوا عبر تدمير البرجين التوأمين الى تدمير العاصمة المالية لأميركا والعالم".