} بعد شهر على الاعتداءات في الولاياتالمتحدة يدفع الاقتصاد الاميركي ثمناً باهظاً، ويبدو مستقبله قاتماً وتلفه الشكوك خصوصاً ان احتمال مواجهة حرب طويلة وارد بعد بدء الضربات على افغانستان. واشنطن - أ ف ب - أشارت تقديرات السلطات الفيديرالية الاميركية والصناعيين الى ان الهجمات سببت اضراراً مادية وأدت الى ضياع ارباح وتوقف عن تسديد الرواتب تقدر قيمتها بنحو 100 بليون دولار على الاقل، اضافة الى الغاء اكثر من 100 الف وظيفة. وقالت التقديرات ان قيمة هذه الخسائر سترتفع في حين قد يواجه الاقتصاد خطر الانكماش. وهبطت بورصة نيويورك وول ستريت الاسبوع الماضي اكثر من 14 في المئة بعدما اعيد فتحها في 17 ايلول سبتمبر الماضي. وانخفض مؤشر "داو جونز" الرئيسي لبورصة وول ستريت مجدداً أول من أمس وتراجع ستة في المئة مقارنة ب10 ايلول سبتمبر. وقال خبراء الاقتصاد ان تراجع ثقة المستهلكين والمستثمرين كبح انفاق المستهلكين، المحرك الرئيسي للنشاط الاقتصادي وأخّر الاستثمارات لا بل خفضها. وقال كين غولشتاين من معهد خاص في نيويورك لدرس الاوضاع الاقتصادية ان الغاء الوظائف سيصل على الارجح الى نصف مليون في الاشهر المقبلة. وحتى الآن فإن قطاعي النقل الجوي والسياحة هما الأكثر تأثراً بالاعتداءات. وساهم انخفاض الملاحة الجوية بأكثر من 20 في المئة في حمل شركات الطيران على خفض اسطولها وموظفيها بالمستوى المناسب والغاء 85 الف وظيفة. وقررت شركة "بوينغ"، اكبر شركة اميركية لصناعات الطيران والدفاع، الغاء 20 الى 30 الف وظيفة بحلول نهاية سنة 2002 متوقعة تراجعاً كبيراً لمبيعاتها. كما اعلنت شركة "جنرال الكتريك" الغاء اربعة الاف وظيفة. وفي قطاع الفنادق تراجعت نسبة حجوزات الغرف، ما ادى الى صرف آلاف الاشخاص خصوصاً في المدن السياحية الكبرى مثل لاس فيغاس نيفادا واورلاندو في فلوريدا حيث توجد مدينة الملاهي "ديزني لاند". وبحسب ارقام جمعية السفر "ترافل انداستري اسوسييشن" فإن معدل الغرف الشاغرة يومياً في الفنادق 9،1 مليون غرفة في الولاياتالمتحدة منذ 11 ايلول مقارنة ب3،1 مليون قبل عام واحد. وبحسب غولشتاين فان هذه الظاهرة تطال قطاعات اخرى مثل وسائل الاعلام بسبب تراجع عائدات الاعلانات. وقال ان "النمو كان ضعيفاً اصلاً خلال النصف الاول من السنة ما لم يترك هامشاً لامتصاص صدمة 11 ايلول". ولم يرتفع اجمالي الناتج الداخلي في الربيع سوى 3،0 في المئة. وعلى حد قوله "دخلت الولاياتالمتحدة من دون شك في دوامة الانكماش مع تقلص محتمل نسبته 5،0 نقطة في اجمالي الناتج المحلي خلال الربع الثالث من السنة و5،1 في المئة للربع الاخير من سنة 2001، يليها تحسن طفيف مطلع السنة المقبلة". وقالت ديان سونك كبيرة الاقتصاديين في "بنك وان" ان ثقة الجمهور التي عادت الى سابق عهدها بفضل تدابير الانعاش الرئيسية 60 بليون دولار وبفضل خفض فائدة صندوق الاحتياط مرتين قد تتأثر مجدداً مع الضربات الاميركية على افغانستان. ومن شأن حرب طويلة ان تغرق اميركا في اجواء من الذعر من الاعتداءات وان تؤثر على الاستهلاك والاستثمار حسبما قالت. وبعدما أشار الى انه يصعب تقويم وقع حادث لدى وقوعه، اعتبر غولشتاين ان اعتداءات 11 ايلول "سيكون لها على الاقتصاد الاميركي اسوأ واشد وقع يسجل خلال السنوات الخمسين الماضية بما في ذلك وقع الصدمة النفطية في 1973". تفاصيل الحصيلة الاقتصادية واشنطن - أ ف ب - بعد شهر على اعتداءات 11 ايلول بدت الحصيلة الاقتصادية لخسائر الولاياتالمتحدة ثقيلة مع خسائر مادية وارباح ضائعة تزيد على 100 بليون دولار اضافة الى الغاء اكثر من 100 الف وظيفة. في ما يلي تكاليف الاعتداءات الارهابية وانعكاساتها على التوظيف في اكثر القطاعات تكبداً للخسائر: في نيويورك حسب تقديرات اولية وضعها امين سر خزانة البلدية الان هيفيسي: - اعادة بناء مركز التجارة العالمي مركز الاعمال الاميركي الاساسي بابنية اقل ارتفاعاً من البرجين السابقين المدمرين: 7،6 بليون دولار. - اصلاح وترميم الابنية الاخرى المتضررة: 3،5 بليون دولار. - اصلاح البنى التحتية واستبدالها: تسعة بلايين دولار بينها اربعة بلايين لقطارات الانفاق وثلاثة بلايين للهاتف والكهرباء والامدادات. - تجهيزات وسيارات وكومبيوترات واجهزة معلوماتية متلفة: 12 بليون دولار. - خسارة رواتب خمسة آلاف و600 شخص: 11 بليون دولار. - تنظيف موقع مركز التجارة العالمي والتأكد من امانه: تسعة بلايين دولار. - الساعات الاضافية التي عملها موظفو بلدية نيويورك والخسائر في السيارات واعادة بناء المجاري، الخ: سبعة بلايين دولار. - الاصلاحات التي يجريها مالكو العقارات وشركاؤهم: بليون دولار. - علاجات طبية والخسائر في عائدات الجرحى: ثلاثة بلايين دولار. - الارباح الضائعة للشركات وتوقف جزء كبير من النشاط الاقتصادي في نيويورك: 21 بليون بينها 5،7 بليون لشركات الاستثمار في بورصة وول ستريت التي تضررت جراء اغلاق وول ستريت لمدة اربعة ايام و2.3 بليون كربح فائت للفنادق والمطاعم. - خسائر في ايجارات المباني المتضررة او المهدمة 75،1 بليون. - خسائر في عائدات الضرائب في نيويورك بسبب انتقال عشرات الشركات الى الضواحي: ثلاثة بلايين. في واشنطن - اصلاح مبنى البنتاغون مقر وزارة الدفاع: بين 700 و800 مليون دولار. شركات الطيران - تحطم اربع طائرات تجارية: اثنتان من طراز "بوينغ 757" واثنتان "بوينغ 767" بما يوازي مبلغ 390 مليون دولار حسب مصادر صناعية. - ارباح ضائعة جراء توقف الحركة الجوية واضطرابها: خمسة بلايين دولار. عمليات التسريح - النقل الجوي: الغت الشركات الجوية الاساسية الست ما مجموعه 85 الف وظيفة في الاسبوعين التاليين للاعتداءات. - صناعة الطائرات: شركة صناعة الطائرات "بوينغ" ستسرح بين 20 و30 الفاً من موظفيها حتى سنة 2002 بسبب تراجع الطلب المتوقع على الطائرات. شركة صناعة السيارات "جنرال موتورز" اعلنا عن الغاء أربعة الاف وظيفة.