كابول، واشنطن، نيقوسيا - أ ف ب، رويترز - قالت حركة "طالبان" انها رفعت كل القيود عن أسامة بن لادن وأنه حر في أن يشن حرباً على الولاياتالمتحدة، فيما أعلن تنظيم "القاعدة" ان "عاصفة الطائرات" ستستمر في الولاياتالمتحدة، هذا الاعلان الذي اعتبرته واشنطن بمثابة برهان على مسؤولية التنظيم عن الاعتداءات في 11 أيلول سبتمبر الماضي، وتعزيزاً لضرورة استئصال شبكة بن لادن. ووصف وزير الخارجية الاميركي كولن باول تهديد ابو غيث بانه "تحد مخيف" سترد عليه الولاياتالمتحدة. وكان الناطق باسم التنظيم سليمان أبو غيث وجه رسالة، عبر قناة "الجزيرة" الفضائية مساء أول من أمس، جاء فيها: "اوجه هذه الرسالة الى الامة الاسلامية بأسرها، فأقول لهم ان الاحزاب اليوم قد تكالبوا على امة الاسلام والمسلمين. وها هي الحرب الصليبية التي وعد بها الرئيس جورج بوش قد انطلقت على ارض افغانستان الاسلامية، وعلى هذا الشعب المؤمن بربه. وها نحن نعيش تحت هذا القصف الصليبي الذي يستهدف الامة بأسرها. ويجب على الامة ان تعلم اننا اصحاب قضية عادلة. فها هي الامة الاسلامية تئن منذ اكثر من ثمانين سنة تحت وطأة العدوان اليهودي - الصليبي المشترك. ... لذلك يجب ان تعلم الامة ان الارهاب الذي تقوم به اميركا وتعلنه، انما هو نوع من انواع الخداع. فهل يعقل بأن تقوم اميركا وحلفاؤها بهذا البطش والتنكيل وهذا السفك وهذا النهب على مدار هذه السنوات الطويلة ولا يسمى ذلك ارهابا؟ وعندما يقوم الضحية ليقتص يكون ارهابيا بذلك". وقال أبو غيث: " ان هذا النوع من انواع الخداع لا يمكن ان يقبل في اي حال من الاحوال. ولتعلم اميركا ان الامة لن تسكت بعد اليوم على ما يجري لها وما يجري على اراضيها. وان الجهاد في سبيل الله فرض عين على كل مسلم على هذه الارض ما لم يكن صاحب عذر. قال الله تعالى: "فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا والله اشد بأساً واشد تنكيلاً". ان المصالح الاميركية منتشرة في كل مكان وفي ارجاء هذا العالم. وعلى كل مسلم ان يقوم بدوره الحقيقي نصرة لامته ونصرة لدينه. والارهاب على الظالمين عقيدة في ديننا وفي شريعتنا. "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"". وأضاف: "أريد ان اعرج على نقطة مهمة في هذا الحديث، وهي ان ما قام به هؤلاء الشبان الذين دمروا اميركا وشنوا عليها عاصفة الطائرات انما هم فعلوا خيراً. فقد نقلوا المعركة الى قلب اميركا. ولتعلم اميركا ان المعركة لن تخرج باذن الله سبحانه وتعالى من اراضيها حتى تخرج من اراضينا وحتى توقف دعم اليهود وحتى ترفع الحصار الظالم عن شعب العراق الذي ذهب ضحيته اكثر من مليون طفل. وعلى الاميركان ان يعلموا ان عاصفة الطائرات لن تهدأ باذن الله سبحانه وتعالى وان في شباب الامة ألوفاً يحرصون على الموت كما يحرص الاميركان على الحياة. وليعلموا انهم بغزوهم لارض افغانستان قد فتحوا صفحة جديدة من العداء ومن الصراع بيننا وبين قوى الكفر. واننا معتقدون باذن الله سبحانه وتعالى، بما نملك من قوة مادية وما نملك من قوة معنوية وما نملك من ثقة ويقين بالله سبحانه وتعالى، باننا منتصرون. وان الاميركان قد فتحوا على نفسهم باباً لن يسد بأي حال من الاحوال". وخلص الى القول: "اوجه خطابي هذا الى ابناء المسلمين الى الشباب والى الرجال والى النساء ان يتحملوا مسؤوليتهم وان يعلموا ان ارض افغانستان وان من عليها من المجاهدين يتعرضون حقيقة الى حرب صليبية كاملة، الهدف منها هو القضاء على هذه الفئة التي خرجت باسم الله والتي تقاتل على عقيدة وعلى دين ويجب على الامة ان تتحمل مسؤوليتها والا فانه عار. واخيراً أحمد الله سبحانه وتعالى الذي وفقنا لهذا الجهاد والذي وفقنا لهذه المنازلة وهي معركة فاصلة بين الكفر والايمان. اسأل العلي العظيم ان ينصرنا على عدونا وان يجعل كيدهم في نحرهم وان يردهم خائبين". وكان الناطق باسم "طالبان" عبدالحي مطمئن أبلغ البرنامج الناطق بلغة الباشتو في هيئة الاذاعة البريطانية: "مع بدء الهجمات الأميركية على افغانستان فإن القيود لم تعد قائمة" على بن لادن. وقال: "الجهاد فرض على جميع المسلمين في العالم... اننا نريد هذا وبن لادن يريد هذا. وأميركا ستواجه العواقب البغيضة لهجماتها". يذكر أن "طالبان" اعلنت سابقاً أن بن لادن "ضيفها" ولا يقوم بأي نشاط. وبعد الاعتداءات في الولاياتالمتحدة، أصدرت فتوى، صادق عليها العلماء، تطلب من بن لادن مغادرة البلاد متى يريد. وعلق مسؤول في البيت الأبيض على رسالة ابو غيث بالقول: "إذا كان أحد في حاجة الى براهين أخرى على أن هذه المجموعة الارهابية شنت هجوماً على الحرية والحضارة، فكل ما عليه القيام به هو أن ينظر الى هذه الرسالة". واعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مقابلة مع شبكة "ان. بي. سي." ان الولاياتالمتحدة سترد على "التحدي المخيف" الذي اطلقته"القاعدة". واكد باول ان واشنطن ليست في المنطقة بصفتها "غازية". وقال: "نحن في منطقة الخليج بدعوة من دول عربية ووجودنا يمليه غزو العراق لاحدى الدول العربية المجاورة له". الى ذلك تحدث الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عن بن لادن، في خطاب القاه في مركز كيندي في واشنطن مساء اول من امس. وقال ان جدول اعمال زعيم تنظيم "القاعدة" يتضمن اقامة نظم على غرار نظام "طالبان" في الدول العربية واخراج الولاياتالمتحدة من الشرق الاوسط تماما. وتحدث كلينتون للمرة الاولى بالتفصيل عن سعيه لتقديم بن لادن للعدالة والذي لم يثمر عن نتيجة. وصوره على انه شر مجسم، لكنه وصفه بانه "خصم لا يستهان به ... و مخيف وذكي. انه ثري.. لا يرحم.. جريء.. صاحب جدول اعمال سياسي محدد".