الإحراج الاسرائيلي لواشنطن، في الوقت الذي تشن حملة على الإرهاب، لم يقتصر على دخول القوات الاسرائيلية مناطق السلطة الفلسطينية، بل تجاوز ذلك الى محاولة انتزاع موقف اميركي يضم "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد" الى قائمة أهداف الحملة الاميركية، وهو ما تفضل واشنطن عدم التطرق إليه في هذه المرحلة. وعلى رغم ادراج واشنطن اسماء بعض رموز لها علاقة ب"حزب الله" على لائحة الارهابيين المطلوبين، ومنهم عماد مغنية، فإن ذلك لم يرض الدولة العبرية. واثناء اجتماع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز والرئيس جورج بوش بعد ظهر الثلثاء، أثار بيريز موضوع "حزب الله" ومغنية. ونقل عنه قوله ان بوش أكد له أن الحزب "منظمة ارهابية ولن يكون خارج الحملة الدولية على الارهاب". مصدر في البيت الابيض أكد ل"الحياة" ان بيريز أثار موضوع مغنية والحزب مع الرئيس الاميركي، الذي ذكّره بأن مغنية على لائحة الارهابيين التي وضعتها الولاياتالمتحدة. ونقل عن بيريز انه ابلغ بوش ان عماد مغنية قام قبل أيام بزيارة سرية لإيران، وقبل التصعيد الاخير على الجبهة الشمالية لاسرائيل. وطلب الوزير من الادارة الاميركية ان تسعى لدى سورية لوقف التوتر في جنوبلبنان، فتضغط دمشق على "حزب الله" لوقف العمليات العسكرية على الحدود مع اسرائيل. ومنذ الاعتداءات التي شهدتها اميركا في 11 الشهر الماضي، ظل الموقف الاميركي واضحاً، وفحواه انه يركز في هذه المرحلة على تنظيم "القاعدة" واسامة بن لادن، ومن يثبت ان له علاقة بأحداث 11 ايلول. وأمام الحملات الاسرائيلية التي تعتبر ان الولاياتالمتحدة تميز بين "ارهاب جيد" وآخر "سيئ" ذكّرت واشنطن بأن مغنية ومنظمات "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" على لائحة الخارجية الاميركية للمنظمات "الارهابية". لكن تفضيل واشنطن عدم الخوض في ملف "حزب الله" والمنظمات الناشطة في الصراع مع اسرائيل، اصطدم ايضاً بالتصعيد الأخير على الجبهة بين لبنان واسرائيل، مما ادى الى تزايد الانزعاج الاميركي غير المعلن من اسرائيل والمعلن من الحزب ولبنان وسورية. وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلت امس عن بوش قوله لبيريز انه يعتبر "حزب الله" مجموعة "ارهابية ذات نشاط عالمي"، لافتة إلى أنها المرة الاولى التي يلمح فيها الرئيس الاميركي الى استهداف الحزب في المرحلة المقبلة من الحرب على الإرهاب.