أبدت أوساط في الحكومة اليمنية قلقاً حيال ملاحقة بعض اجهزة الامن والاستخبارات في عدد من الدول الغربية والولايات المتحدة لرعايا يمنيين، وتوجيه التهم ضدهم من دون مستندات قانونية وأدلة دامغة على الاشتباه في تورطهم بعلاقات مع جماعات ارهابية، كتنظيم "القاعدة" واسامة بن لادن. واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" في صنعاء امس ان الحكومة اليمنية تجري اتصالات مكثفة عبر القنوات الديبلوماسية مع عدد من الدول لحضها على الكف عن ملاحقة ومضايقة الرعايا اليمنيين او الذين يتحدرون من اصول يمنية من دون وجود مبررات للاشتباه بأي شخص. وقالت هذه المصادر ان صنعاء اعدت لوائح بأسماء رعاياها في الخارج وللدارسين في البعثات التعليمية والمغتربين، والحاصلين على جنسيات اخرى غير يمنية تمكنها من متابعة احوال مواطنيها والتواصل مع الدول التي يقيمون فيها بهدف رعايتهم وعدم حدوث مضايقات وملاحقات غير قانونية ضدهم، لافتة الى ان دولاً مثل باكستان والولايات المتحدة وكندا والمانيا تقوم اجهزتها الامنية بملاحقة رعايا يمنيين للاشتباه بعلاقة لهم مع جماعات ارهابية، والقت القبض على عدد منهم واحالتهم الى التحقيق القضائي واوقفتهم في سجونها من دون مبررات قانونية مقنعة. واشارت المصادر الى ان الحكومة اليمنية انزعجت من حالات عدة حدثت ضد رعايا يمنيين قبض عليهم وتعرضوا للتحقيق وادرجت اسماؤهم في قوائم المتهمين بجرائم ارهابية على رغم الافراج عنهم، وهو ما حصل للطالب اليمني جميل قاسم سعيد الذي يدرس في باكستان اضافة الى 120 دارساً في بعثته اذ اعلنت صحف اميركية ان السلطات الباكستانية سلمت جميل قاسم الى اجهزة التحقيقات الاميركية في واشنطن لتورطه في حادث تفجير المدمرة "كول" في عدن العام الماضي، وعلاقته بتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن المتهم الرئيسي بتدبير تفجيرات أميركا الأخيرة، في حين تأكد وجود جميل 27 عاماً في اليمن بين أفراد أسرته في مدينة تعز 250 كيلومتراً جنوبصنعاء وهو طالب في جامعة كراتشيجنوبباكستان يستعد لنيل شهادة الدكتوراه في الاحياء الدقيقة بعدما اجتاز بتفوق درجتي البكالوريوس والماجستير وعاد اخيراً الى اليمن بصورة قانونية. وكانت اجهزة الاستخبارات الباكستانية اعتقلته لثمانية ايام بعد الاشتباه بعلاقته مع شخص آخر معتقل وجد اسم جميل في مذكرة ارقام الهاتف التي بحوزته. وابلغت مصادر امنية "الحياة" ان اسم جميل قاسم ليس موجوداً في قائمة المشتبه في انتمائهم لجماعات متطرفة لدى اجهزة الأمن اليمنية، ولم يسبق ان تم تداول اسمه ضمن قائمة المطلوبين امنياً على خلفية حادث "كول" العام الماضي، لافتة الى ان السلطات اليمنية تعمل على الحصول على معلومات عن هذا الحادث وغيره من القضايا المشابهة التي تواجه عدداً من رعايا اليمن في الخارج.