يروي عبدالله أنس، أحد العرب الأوائل الذين التحقوا ب"الجهاد الأفغاني"، قصة مغادرته بلده الجزائر مطلع الثمانينات الى أفغانستان للقتال ضد الجيش السوفياتي الذي احتل هذه الدولة الإسلامية عام 1979. وهو يسرد، في حلقات تنشرها "الحياة" بدءاً من اليوم، العلاقة التي نشأت بينه وبين الشيخ الفلسطيني عبدالله عزّام، الأب الروحي للعرب الذين شاركوا في الحرب الأفغانية. يبدأ أنس برحلته من الجزائر الى السعودية في 1983، ولقائه هناك الشيخ عزّام الذي رتّب له اتصالاً بقادة المجاهدين الأفغان في بيشاور. ويروي كيف انتقل الى باكستان حيث التقى للمرة الأولى أسامة بن لادن، وكيف التحق بقوافل المجاهدين التي كانت تدخل "مثل النمل" الى أفغانستان بعد تسليحها في باكستان. يتحدث عن "اعتقاله" في مناطق الهزارة الشيعة، وكيف استطاع مواصلة رحلته الى مزار الشريف في الشمال التي وصل اليها بعد مسيرة 40 يوماً وسط الثلوج. ويصف كيف بدأت علاقته بأحمد شاه مسعود، وتطورت حتى أصبح أقرب العرب الى هذا الزعيم الأفغاني الذي دوّخ الجيش الأحمر حتى أصبح يُعرف ب"أسد بانشير" أسد الأسود الخمسة المنطقة التي عجز الروس عن تركيعها على مدى سنوات الحرب. يقص أنس أيضاً بعضاً من أهم المعارك التي خاضها مع مسعود، خصوصاً معركة سلطان شيرا في جبال الهندوكوش حيث ظلّت طائرات السوخوي تدكّ معقله هناك 14 يوماً قبل إنزال قوات الكوماندوس لاعتقاله. لكن مسعود رد الصاع صاعين، فاحتل مديرية بكاملها بعد أيام من النكسة التي مُني بها في الهندوكوش. الحلقة الاولى ص 15