} حققت المعارضة البنغالية بزعامة رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء فوزاً في الانتخابات التشريعية في بنغلاديش التي جرت أول من أمس، ونجحت بالانتقام لهزيمتها أمام غريمتها اللدود رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها شيخة حسينة واجد التي اتهمت الحزب الفائز بتزوير الانتخابات. دكا - أ ف ب - أعلنت وكالة انباء بنغلاديش حكومية ان تحالفاً من أربعة أحزاب بقيادة حزب بنغلاديش الوطني بزعامة البيغوم خالدة ضياء حصل على 134 مقعداً من 183 أعلنت نتائجها من أصل 299 مقعداً في البرلمان. وأضافت الوكالة ان رابطة عوامي بزعامة رئيسة الوزراء التي انتهت ولايتها شيخة حسينة واجد لم تحصل في المقابل الا على 34 مقعداً. في حين حصل "حزب اسلامي" بزعامة حسين محمد ارشاد الديكتاتور العسكري السابق على 11 مقعداً. ونال حزب خالدة ضياء وحده 126 مقعداً وحزب اسلامي آخر شكّل حليفه الرئيسي ثمانية مقاعد. ورفضت شيخة حسينة التسليم بهزيمتها المعلنة في الوقت الذي كانت التوقعات تشير الى تقارب كبير بينها وبين منافستها ضياء قبل الاقتراع. وصرحت امام مقرها في دكا: "لقد تم تزوير الانتخابات. وتم تقييد مراقبينا في الانتخابات او ابعادهم في اماكن عدة". وشغلت كل من خالدة ضياء وشيخة حسينة منصب رئيسة الوزراء في بنغلاديش على التوالي خلال السنوات العشر الاخيرة وبينهما عداوة مستحكمة. وحسينة 54 عاماً هي ابنة الشيخ مجيب الرحمن مؤسس بنغلاديش الذي اغتيل بعد حرب 1971، وشغلت منصب رئيسة الوزراء لمدة خمس سنوات من عام 1996 الى تموز يوليو الماضي تاريخ تسليمها السلطة الى حكومة انتقالية مكلفة بتنظيم الانتخابات. اما خالدة ضياء فشغلت هذا المنصب اثر فوزها في انتخابات 1991. وهزمت في انتخابات 1996 على يد غريمتها شيخة حسينة وبدت اليوم وكأنها تثأر لهزيمتها تلك. ودعي للمشاركة في الانتخابات 75 مليون ناخب من أصل 130 مليون نسمة، لانتخاب 299 نائباً في ثامن انتخابات منذ الاستقلال. وتجاوزت نسبة المشاركة 60 في المئة بحسب الصحف، وأعرب المراقبون الدوليون عن ارتياحهم خصوصا لنسبة المشاركة المهمة للنساء. واستعانت المرأتان المتنافستان الرئيسيتان في شكل واسع خلال الحملة الانتخابية بالإرث العائلي. ووصلت خالدة ضياء، تماماً مثل غريمتها في الانتخابات التشريعية في بنغلاديش، الى السلطة مقتفية خطى رجل كان من قادة الرعيل الاول في البلاد وانتهى اغتيالاً. والسيدة ضياء 56 عاماً هي أرملة ضياء الرحمن القائد السابق للقوات المسلحة الذي انتهت فترة رئاسته عام 1981 بعملية اغتيال. وقادت السيدة ضياء سنة 1991 حزبها "حزب بنغلاديش الوطني" الى الفوز في اول انتخابات ديموقراطية بعد خمس عشرة سنة تتابعت فيها النظم العسكرية او المدعومة من الجيش. ومثل هذا النجاح تكذيباً للانتقادات التي كانت تؤكد ان سيدة بيت لا تملك تجربة سياسية لا يمكنها الفوز في انتخابات، ومن باب اولى قيادة دولة ذات غالبية مسلمة. وخلال فترة حكمها واجهت خالدة ضياء معارضة منافستها قبل ان تنقلب الادوار اثر وصول شيخة حسينة الى السلطة سنة 1996. واستعملت خالدة ضياء، المولودة في اقليم فاني معقل الاسلام في هذا البلد ذي الطابع الليبرالي، ورقة الدين بحذر في مواجهة غريمتها العلمانية وذلك من خلال قيادة تحالف من اربعة احزاب. ومكن هذا التوجه من ايجاد لحمة قوية داخل التحالف الذي يقوم على مساندة حزب بنغلاديش الوطني من قبل اصوليي الجماعة الاسلامية والحزب اليميني "اسلامي اوكيا جوت" اضافة الى حزب صغير.