قبل 20 عاماً تحالفت رئيسة وزراء بنغلاديش الحالية البيغوم حسينة واجد مع زعيمة المعارضة البيغوم خالدة ضياء للقضاء على الدكتاتورية، إلا أن التحالف انهار ووضعت خصومتهما الشرسة اليوم بلادهما على شفير الهاوية. ولدت البيغوم ضياء يوم 15 آب (أغسطس) 1945 وأكملت دراستها الجامعية العام 1960، وتزوجت من ضياء الرحمن الذي أصبح رئيساً لجمهورية بنغلاديش العام 1977 بعد إعلان استقلالها عن باكستان 1971. وبعد اغتيال زوجها في 1981 دخلت معترك السياسة لتصبح في 1983 نائبة لزعيم حزب "بنغلادش الوطني" الذي أسسه زوجها، ثم زعيمة له في 1984. شكلت خالدة ائتلافاً مع سبعة أحزاب تنادي بالديموقراطية، وقادت حزبها إلى نصر ساحق في الانتخابات البرلمانية التي جرت في شباط (فبراير)1991، وتولت رئاسة مجلس الوزراء في آذار (مارس) من العام نفسه، لتصبح أول امرأة تتقلد هذا المنصب في البلاد. وعدلت بنغلاديش دستورها في أيلول (سبتمبر) 1991، وأُعطيت السلطة التنفيذية لرئيس الوزراء، وأصبح منصب رئيس الجمهورية شرفياً، وفي شباط (فبراير) 1996 فاز حزب "رابطة عوامي" برئاسة البيغوم حسينة واجد في الانتخابات التشريعية لتصبح رئيسة وزراء بنغلادش، ويبرز بعدها حزب ضياء ويصبح أكبر معارض في التاريخ البرلماني للبلاد. في العام 2001 تولت خالدة رئاسة الوزراء للمرة الثانية واستمرت في منصبها حتى العام 2006، وبعد انتهاء ولايتها دخلت السجن لمدة عام بتهم الفساد والتربح، وأفرج عنها في أيلول (سبتمبر)2007 لتعود الى الحياة السياسية مرة أخرى، إلا أن حزبها وحلفاءه رفضوا المشاركة في الانتخابات البرلمانية في كانون الثاني (يناير) العام 2014، على اعتبار أن الحزب الحاكم سيقوم بتزويرها، ليفوز حزب "رابطة عوامي" بزعامة رئيسة الوزراء حسينة واجد. ومع مرور نحو عام على هذه الانتخابات وبعد أن هددت خالدة بالدعوة إلى التظاهر، منعت الحكومة التظاهرات ابتداء من اليوم (الأحد) حتى إشعار آخر، وتم احتجاز ضياء في مكتبها، إلا أن الشرطة نفت ذلك وأعلنت أن بإمكانها مغادرة مكتبها. وتبدو البلاد حالياً على حافة أزمة سياسية بطلتاها حسينة وخالدة اللتان تتنازعان السلطة في إحدى أفقر دول العالم وأكثرها اضطرابات منذ النشأة وحتى الوقت الراهن.