سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حاول الفرار على جواد من بلدة جنوب كابول مستنجداً بمروحيات أميركية لقصف مطارديه ."طالبان" تعدم القائد عبد الحق بعد اعتقاله وتعثر معه على دولارات و"وثائق مهمة جدا"
بيشاور، كابول - "الحياة"، أ ف ب، أ ب - أقدمت حركة "طالبان" على إعدام القائد البشتوني عبد الحق الذي تحالف أخيراً مع الملك السابق ظاهر شاه ودخل أفغانستان سراً في محاولة لجمع التأييد في أوساط القبائل للحملة ضد الحركة. وأعلنت "طالبان" أنها قبضت على عبد الحق في بلدة تبعد 35 كيلومتراً عن كابول وعثرت معه على وثائق مهمة ورزمًا من الأوراق المالية بالدولار الاميركي، فيما كان للنبأ وقع الصدمة بين المحيطين بالملك الافغاني السابق. وأفاد ناطقون باسم الحركة أن رجالها تعقبوا عبد الحق على مدى يومين، وحاصروه ورفاقه في بلدة أزرا جنوبكابول، فحاول الهروب ممتطياً جواداً بعدما اتصل بالقيادة الأميركية بهاتف عبر الأقمار الاصطناعية طالباً قصف المنطقة لتغطية فراره. وقال مدير وكالة أنباء "بختار" الناطقة باسم "طالبان" عبد الهمة حنان أن عبد الحق كان يحمل هواتف خليوية تتصل بالأقمار الاصطناعية وكمية كبيرة من الأموال ووثائق "مهمة ومفيدة جدًا" تتضمن أسماء متعاونين معه. وقال ناطق باسم "طالبان" أن "مروحيات طاردت رجالنا بالصواريخ لتمكين عبد الحق من الهروب إلا أننا تمكنا من الامساك به عندما حاول المغادرة في الثانية والنصف من صباح اليوم" أمس. وقالت "وكالة الأنباء الاسلامية" الأفغانية إن قادة "طالبان" تبادلوا التهانىء بعد القبض على عبد الحق في اتصالات لاسلكية رصدتها أجهزة التنصت الاميركية. وأعدم عبد الحق رمياً بالرصاص من رشاش كلاشنيكوف في كابول ظهراً، بموجب فتوى أصدرها زعيم "طالبان" ملا محمد عمر ضد كل من يتعاون مع الولاياتالمتحدة في الحرب. وقال أمير خان متقي وزير التربية في "طالبان" إن جثث عبد الحق واثنين آخرين كانا برفقته، وهما حاجي داوران وعزة الله، ستسلم الى أقاربهم". وحذر جهاز الاستخبارات التابع للحركة أمثال عبد الحق الذين يؤيدون الملك السابق من دخول البلاد. وفي روما استقبل النبأ بصدمة في أوساط الملك السابق الذي قال أحد مساعديه: "لم يكن هدف عبد الحق القتال ضد أحد، بل كان يريد التحدث الى قادة القبائل لشرح المبادرة السلمية للملك". واعتبر مير ويس ظاهر نجل الملك السابق هذا التطور "ضربة لخطة السلام"، كون عبد الحق أبرز قائد عسكري بشتوني يوافق على الانضمام الى المعسكر المناهض ل"طالبان". وكان حاج محمد دين شقيق عبدالحق عقد مؤتمراً صحافياً في بيشاور فور اعلان عن الاعتقال لمناشدة الحركة عدم إعدامه. واصدرت "طالبان" تحذيرا شديدا لمؤيدي الملك السابق بعدم الدخول الى الاراضي الافغانية والا واجهوا عواقب وخيمة. ونقلت "وكالة الانباء الاسلامية" عن رئيس استخبارات الحركة قاري احمد الله: "نحن ننصح انصار ظاهر شاه بالا يحاولوا الدخول الى الاراضي الافغانية، وبالتخلي عن دوافعهم البشعة والا واجهوا عواقب وخيمة". العداء ل"طالبان" وكانت كراهية عبد الحق ل"طالبان" وصلت الى حد الرغبة في الثأر عندما أقدم مسلحون يعتقد بانهم موالون للحركة على اغتيال زوجته كريمة وولده وأحد حراسه في منزله في بيشاور مطلع العام 1999. وكان عبد الحق من أبرز قادة المجاهدين ضد الغزو السوفياتي في الثمانينات، لكنه غادر أفغانستان في 1992 رافضاً المشاركة في الحكومة التي شكلها رفاقه عقب سقوط نظام الرئيس الشيوعي السابق نجيب الله. وعاد الى بيشاور أخيراً ليدخل أفغانستان سراً الأحد الماضي في مهمة لتأليب قبائل البشتون على "طالبان" وتوحيدها حول الملك من أجل تشكيل حكومة موسعة خلفًا للحركة.