كويتا، اسلام اباد، طهران - رويترز، أ ف ب - عبرت مجموعة من 750 لاجئاً افغانياً عنوة الحدود مع باكستان في موقعين قريبين من شامان غرب البلاد أمس، بعد مواجهات مع حرس الحدود الباكستانيين. وسمع إطلاق نار على الحدود بعدما رشق اللاجئون قوات الامن الباكستانية بالحجارة قبل ان يقطعوا الاسلاك الشائكة ليعبروا الى الاراضي الباكستانية. وأفاد مصدر ان حرس الحدود حاولوا صد الحشد من دون جدوى نظراً الى ضخامة العدد، فاضطروا الى السماح للبعض بالمرور لتفادي وقوع اضطرابات. وأصيب خمسة بجروح خلال الاضطرابات معظمهم نتيجة إلقاء الحجارة. ولجأ الفارون الافغان الى العنف عندما اغلق مسؤولون الحدود عند معبر شامان موقتاً حتى يتمكن وفد رفيع من العسكريين والمدنيين الوصول الى المعبر الحدودي لتقويم الوضع، مما اثار غضب الكثير من الافغان الذين اعتقدوا بأنه لن يسمح لهم بالدخول. وقال مسؤول في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في كويتا عاصمة اقليم بلوشستان: "لدينا انباء تفيد بأن آلافاً من الافغان الغاضبين ينتظرون على الجانب الآخر من الحدود، وهم غاضبون لأنه لم يسمح لهم بالدخول". واضاف: "شاعت الفوضى والعنف بينهم بعد ظهر أول من أمس". وذكر ان اللاجئين نهبوا خيمة يستخدمها مسؤولو الهجرة وازالوا حواجز وانتزعوا الاسلاك الشائكة عبر الحدود. وأوضح ان حرس الحدود حاولوا مقاومة اللاجئين بالعصي، وعندما فشلوا اطلقوا أعيرة نارية في الهواء لمحاولة اعادة اللاجئين الذين تمكنوا من الدخول الى باكستان. وجاء هذا الحادث في وقت تبحث فيه السلطات الباكستانية والافغانية في سبل تفادي وقوع اضطرابات على الحدود. وقال احد افراد حرس الحدود الباكستانيين ان "عشرات النساء والاطفال في وضع حرج" مضيفاً ان "هناك نقصاً حاداً في المياه والادوية والاغذية"، وحذر من انه "في حال عدم تقديم مساعدة خاصة لهم قد يواجهون الموت". ويفر هؤلاء اللاجئون من مدينة قندهار في جنوب البلاد التي اصبحت شبه خالية بعد القصف الاميركي لها. ووصل نحو ثمانية آلاف لاجىء الى باكستان يومي الجمعة والسبت الماضيين، معظمهم من قندهار. ويقول مسؤولون اميركيون ان كثيرين فروا من المدينة الى المناطق الريفية أو إلى باكستان، وان هناك انباء عن ان الغذاء والوقود لا يتوفران في البلدة الواقعة على بعد مئة كيلومتر شمال غربي شامان. وقال شهود ان معظم اللاجئين من النساء والاطفال وكبار السن يحملون أمتعة شخصية بسيطة ساروا لمدة ساعات وحتى ايام للوصول الى باكستان. ووجه مسؤولون في وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء الى باكستان لفتح حدودها اثر تجمع نحو 15 ألف شخص في الجانب الافغاني من الحدود في شامان. وقال الناطق باسم الخارجية الباكستانية رياض محمد خان أمس ان باكستان ستستمر في مساعدة اللاجئين الأفغان "الذين يعانون اكثر من غيرهم" وان الافغان الذين يملكون "أوراقاً ثبوتية قانونية" يستطيعون وحدهم الدخول الى باكستان. وأضاف: "قلنا مراراً ان لدينا حتى الآن ثلاثة ملايين لاجئ افغاني في أراضينا"، ولفت الى ان 50 ألفاً آخرين دخلوا منذ بدء الازمة الحالية، ونبه الى ان بلاده "لا تستطيع ان تقبل المزيد من التدفق الكثيف للاجئين". وفي طهران أعلن مسؤول في صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف ان مكاتب المنظمة الدولية للهجرة في هيرات غرب افغانستان تضررت من جراء عمليات القصف الاميركي مساء السبت. وقال ارشاد كريم رئيس مكتب "يونيسيف" في المدينة، الموجود في مشهد شمال شرقي ايران ان "مكاتب المنظمة الدولية للهجرة قد اصيبت. تحطم زجاج نوافذ، والاضرار طفيفة ولم يقع جرحى". وارجأت منظمة "يونيسيف" ارسال قافلة مساعدات مخصصة لسكان هيرات "لأسباب أمنية" نظراً إلى الوضع السائد في هذه المدينة.