شدد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لدى لقائه وزير الخارجية الاميركي كولن باول مساء امس الاثنين على ضرورة تطبيق خارطة الطريق من اجل تسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وقال العاهل الاردني لدى لقائه باول الذي وصل مساء امس الى عمان قادما من مصر في اطار جولة اقليمية: حان الوقت لتنفيذ بنود خارطة الطريق التي تنص على قيام دولة فلسطينية مستقلة بحلول 2005، بحسب المصدر. واضاف العاهل الاردني ان التزام الرئيس بوش يشكل حافزا لكل الاطراف لتحقيق السلام الشامل. وقد شدد باول خلال مؤتمر صحافي في ختام لقائه الرئيس المصري حسني مبارك على ضرورة البدء سريعا بتطبيق خارطة الطريق مقللا من اهمية عدم قبول اسرائيل رسميا هذه الخطة الدولية. وقال في القاهرة، بعد ان اخفق في الحصول على موافقة صريحة من اسرائيل على الخارطة أنه يمكن التقدم من خلال خطوات عملية صغيرة على ان يبحث الاسرائيليون والفلسطينيون خلافاتهم في مفاوضات مباشرة. واعتبر باول ان اسرائيل بدأت من الناحية الفعلية العمل على تنفيذ خارطة الطريق من خلال مجموعة من المبادرات الانسانية تجاه الفلسطينيين على حد قوله . وتنص خارطة الطريق على قيام دولة فلسطينية مستقلة بحلول 2005. وتدعو الفلسطينيين في مرحلة اولى الى وقف المقاومة واسرائيل الى سحب قواتها من مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية التي اعيد احتلالها منذ نهاية 2000 فضلا عن تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وتناولت المباحثات بين العاهل الاردني وباول مستقبل العراق بحسب مصدر في الديوان الملكي قال أن الملك عبد الله الثاني شدد على ضرورة ان يتولى العراقيون زمام امورهم عبر تشكيل حكومة وطنية داعيا الى الاسراع في ارساء الامن والاستقرار في البلاد. وسيوقع باول اليوم الثلاثاء وثيقة لتقديم مساعدة اميركية للاردن بقيمة 700 مليون دولار للتعويض عن الخسائر التي لحقت به جراء الحرب ضد العراق، بحسب المصدر نفسه. ووصل باول الى الاردن قادما من القاهرة بعد زيارة استغرقت يومين الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية. وتوجه وزير الخارجية الامريكي على الفور الى القصر الملكي للقاء الملك عبدالله الثاني. وكان وزير الخارجية الاردني مروان المعشر اعلن ان الاردن سيشدد في اللقاء مع باول على ضرورة اتخاذ خطوات فورية على ارض الواقع اولا لتغيير الواقع المأساوي الخطير الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، مشيرا الى أن ازالة هذا الواقع المأساوي ستكشف عن مدى جدية تطبيق خارطة الطريق. وفي هذا الصدد، قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الامريكية ان الضغط على اسرائيل لقبول خارطة الطريق لم يكن ضمن الاولويات التي ركز عليها باول في محادثاته الاحد في القدس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. من جهته، عبر وزير الخارجية المصري احمد ماهر عن مشاعر خيبة الامل لدى الفلسطينيين، مرحبا ترحيبا يشوبه الحذر الشديد بالاجراءات الاسرائيلية المزعومة التي كان من بينها الافراج عن قرابة 180 معتقلا فلسطينيا. وقال ماهر في مؤتمر صحفي مشترك مع باول: اعتقد ان المبادرات .. كان من شأنها ان تمثل مؤشرا جيدا لو لم تصاحبها افعال على الارض تتعارض بكل تأكيد مع الرغبة في حل المشكلة. وقال ماهر من المهم للطرفين التعبير على الاقل عن نيتهما في قبول هذه الخطة، مشيرا الى ان بلاده يمكن ان تفكر في اعادة سفيرها الى اسرائيل اذا تواصلت عملية السلام بشكل منتظم وايجابي. وفي واشنطن قالت كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الامريكي ان الرئيس الامريكي جورج بوش سيضغط على طرفي الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لبدء تنفيذ خطة السلام في الشرق الاوسط الا انه لن يتفاوض بشأن خارطة الطريق. وقالت ان خارطة الطريق هي ببساطة نهج لتنفيذ رؤية للرئيس طرحها في 24 يونيو ولا نريد ان نهدر الوقت في التفاوض بشأن خارطة الطريق.