إسلام آباد، واشنطن - رويترز، يو بي آي - أعلنت الشرطة الباكستانية أمس، مقتل 17 شخصاً على الاقل خلال ثلاثة أيام من العنف السياسي في كراتشي العاصمة التجارية للبلاد. وأوضحت ان أعمال العنف اندلعت الجمعة الماضي بين ناشطين في الحركة القومية المتحدة وحزب عوامي القومي الذي يمثل البشتون، على رغم ان الحزبين يشاركان في تحالف مع الرئيس آصف علي زرداري الذي يتعرض لضغوط بسبب تمرد حركة «طالبان»، واحتمال محاكمة بعض حلفائه بالفساد، وتزايد المشاكل الاقتصادية. وأشارت الشرطة الى مقتل حوالى 67 شخصاً جراء العنف السياسي في كراتشي منذ مطلع السنة الحالية، و «الذي استغلته ايضاً عصابات ومافيا المخدرات، ما فاقم العنف». وتضم المدينة التي يقطنها حوالى 18 مليون نسمة البنك المركزي والبورصة، والميناءين الرئيسين في باكستان ومعظم الشركات الاجنبية. كما تشكل نقطة عبور رئيسية للامدادات العسكرية وغيرها إلى افغانستان، حيث تقود الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي (ناتو) حملة في مواجهة تمرد «طالبان»، ما يمكن ان يؤثر مباشرة على الامدادات. في غضون ذلك، اعلن الجيش مقتل 15 من مسلحي «طالبان» في معارك اندلعت بعد مهاجمة موقع عسكري وقافلة في وارا مامون بإقليم باجور القبلي (شمال غرب) والذي شهد السبت الماضي هجوماً انتحارياً على نقطة تفتيش امنية اسفر عن سقوط 17 شخصاً. وكثفت قوات الامن عملياتها ضد المتشددين في الايام الاخيرة في باجور، المنطقة القبلية التي يقطنها البشتون على الحدود مع افغانستان، في اطار جهودها لدحر متشددي «طالبان باكستان» الذين يقاتلون الدولة. وتقع باجور مقابل ولاية كونار الأفغانية، وظلت لفترة طويلة طريقاً لتسلل المتشددين الذين يقصدون أفغانستان من اجل محاربة قوات تقودها الولاياتالمتحدة هناك. ودمر عشرة مسلحين في بيشاور، كبرى مدن الاقليم الحدودي الشمالي الغربي، شاحنة صهريج نقلت نحو 78 الف لتر من المحروقات الى قوات الحلف الاطلسي في افغانستان، ما ادى الى جرح شخصين، علماً انه الهجوم الثالث الذي يستهدف مواد مخصصة للحلف الاطلسي خلال خمسة ايام. ويمر اكثر من 80 في المئة من التجهيزات والمؤن المخصصة للقوات الدولية التي تحارب تمرد طالبان في افغانستان، عبر باكستان المجاورة. ويهاجم عناصر «طالبان باكستان» او الجماعات المقربة منها بانتظام شاحنات شركات خاصة تنقل هذه المواد. على صعيد آخر، افادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «مسؤولين أميركيين وباكستانيين مقتنعون بنسبة 90 في المئة بأن زعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود الذي وقف وراء الهجوم الانتحاري الذي استهدف قاعدة خوست العسكرية الأميركية في خوست نهاية العام الماضي، قضى متأثراً بجروح أصيب بها في غارة جوية شنتها طائرة من دون طيار في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي»، وهو ما تنفيه الحركة. وأشار مسؤول اميركي الى أن محسود دفن في إحدى مناطق القبائل الباكستانية، لكنه استبعد أن يخفف مقتله من التمرّد. كما ابلغ مسؤولون في إسلام آباد وبيشاور الصحيفة اعتقادهم بوجود احتمال حقيقي لمقتل محسود، «لكننا لا نستطيع تقديم دليل».