واشنطن - رويترز، أ ف ب - حال الهلع التي انتابت العالم، خصوصاً الغرب والولاياتالمتحدة من جراء إعلان آلاف الانذارات عن احتمال الاصابة بجرثومة ال"انثراكس" الذي يسبب مرض الجمرة الخبيثة، دفعت بعض العلماء الى محاولات لاكتشاف حلول للقضاء على هذه الجرثومة او الوقاية منها. فاقترح عالم روسي في الحرب البيولوجية مكواة البخار لقتل "الجمرة"، وعرض امام الكونغرس الاميركي خدمات شركته لانتاج عقاقير مضادة "خلال عامين". في حين عرض باحثون في جامعة اوهايو مزج حمض جرثومة ال"انثراكس" نفسها مع حمض جرثومة اخرى لانتاج مصل جديد للوقاية. لكن دوائر صحية واطباء في الولاياتالمتحدة اكدوا ان كشف الجرثومة ومعالجتها عملية معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً. وقال الخبير في الارهاب البيولوجي كين اليبك امام جلسة استماع في الكونغرس الاميركي ان مكواة بخار رطبة ساخنة وقطعة قماش مبللة يمكنهما قتل جراثيم الجمرة الخبيثة. وتحت الحاح اعضاء الكونغرس المندهشين الذين لم يكونوا متأكدين من انهم سمعوه جيداً اعاد اليبك ذلك مرات عدة. وقال "عليكم بكي خطاباتكم" مضيفاً ان فرن ال"مايكروويف" ليس بفاعلية المكواة في هذا الغرض، والرطوبة هنا عامل اساسي لان الجراثيم تقاوم الحرارة الجافة. واليبك عالم سوفياتي سابق بارز في الحرب البيولوجية ويقيم حالياً في الولاياتالمتحدة. واوصى بالنسبة الى الاعداد الكبيرة من الرسائل في المدن الكبيرة ومراكز التوزيع، باقامة وحدات اشعة "غاما" متنقلة لتعقيم الخطابات مؤكداً "هذه مشكلة يمكن حلها". وقال انه في حال حصول شركته العاملة في مجال التكنولوجيا البيولوجية وشركتين اخريين في المجال نفسه على "تمويل مناسب" يمكنهم خلال عامين انتاج عقاقير جديدة مضادة للجرثومة تقاوم الكثير من اسلحة الارهاب البيولوجي المحتملة. اسلوب جديد الى ذلك، قال باحثون انهم ربما يكونون توصلوا الى اسلوب جديد لصنع مصل واق من جرثومة الجمرة الخبيثة، وان الاسلوب الجديد يستخدم اجزاء من الحمض النووي للجرثومة ويمكن مزجها مع حمض نووي لانواع اخرى من البكتيريا لصنع نوع من الامصال المقاومة لاي ارهاب بيولوجي. وبحث داريل غالواي وزملاؤه في جامعة ولاية اوهايو عن سبل تصنيع مصل افضل من المتاح حالياً. ومن السبل الجديدة التي ينتهجونها استخدام اجزاء من الشيفرة الوراثية للمرض نفسه في صنع المصل. اذ يتعين ان يكون الجهاز المناعي في جسم الانسان قادراً على التعرف على هذه الاجزاء فيرد بسرعة في حال تعرضه للمرض. وقال الباحثون في نشرة طبية انهم تمكنوا من حماية الفئران في شكل كامل من الجمرة الخبيثة وكذلك الارانب. لكنهم قالوا ان الامر يحتاج الى وقت طويل للتوصل الى مصل جديد يقي الانسان. طويلة ومعقدة لكن كشف مرض الجمرة الخبيثة ومعالجته عملية طويلة ومعقدة. فبعد فحص اول لرصد الجرثومة، يتعين دعم التشخيص بتحاليل وفحوصات لا تكون نتائجها دائماً اكيدة اذا ما كان المريض يتلقى علاجاً بالمضادات الحيوية. إذ لا يزال 300 شخص من سكان مبنى "اميركان ميديا" في فلوريدا ينتظرون النتائج النهائية للتحاليل التي خضعوا لها بعد وفاة رجل اصيب بمرض الجمرة الخبيثة في 5 تشرين الاول اكتوبر. واعلن الناطق باسم الدوائر الصحية في فلوريدا تيم اوكونور ان هؤلاء الاشخاص يخضعون ابتداء من امس الى تحاليل دم جديدة. واوضح مساعد مدير مراكز مراقبة الامراض في اتلانتا ديفيد فليمينغ الاثنين رداً على اسئلة عن هذا الموضوع انه يتعين مقارنة نتائج التحاليل الاولى بسلسلة ثانية من التحاليل. وقال "لا نعتبر هذه العينات ذات دلالة". ويسمح التحليل الثاني للدم اذا ما قورن بالنتائج الاولى برصد اي ارتفاع في معدل الاجسام المضادة التي ينتجها الجسم عند اصابته بالجرثومة. لكن عند ظهور العوارض كما جرى بالنسبة الى روبرت ستيفنز الذي توفي من جراء اصابته، ينبغي تحليل عينة من النخاع الشوكي والدم والجلد.