اكدت روسيا تأييدها العمليات العسكرية الاميركية ضد افغانستان ووصفها وزير الخارجية ايغور ايفانوف بأنها "اجراء اضطراري"، داعياً الى احلال حكومة ائتلافية في كابول بدل نظام "طالبان". ووردت انباء عن نقل قوات مظليين طاجيكية الى حدود البلاد، وتعبئة طوافات موجودة في اوزبكستان بالوقود، مما اعتبر مؤشراً على احتمال بدء عمليات برية. وشدد ايفانوف على ان روسيا لن تشارك مباشرة في عمليات عسكرية داخل افغانستان، لكنها سوف "تساعد الائتلاف المناوئ للارهاب". واضاف ان موسكو تعتبر العمليات الاميركية "اجراء اضطرارياً" لا يستهدف الشعب الافغاني او المسلمين عموماً. واعتبر ان نظام "طالبان" جعل نفسه "في موقع مضاد للمجتمع الدولي" عندما سمح بأن تقام في افغانستان معسكرات ل"تدريب ارهابيين، ومن ضمنهم المقاتلون الشيشانيون". ودعا الوزير الروسي الى ان تعقب حكم "طالبان" "قيادة جديدة تحظى بدعم الاسرة الدولية". وهذه المرة الاولى التي تدعو فيها روسيا رسمياً الى اطاحة حكومة كابول. واكد ايفانوف ضرورة ضم الحكومة الجديدة المجموعة الاثنية المختلفة، وان تكون "المرحلة التالية بعد العمليات العسكرية مرتبطة بالاعمار الاقتصادي". في موازاة ذلك اكد رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي الجنرال اندريه نيكولايف ان حديث الولاياتالمتحدة عن "ائتلاف" مناوئ للارهاب لا يقوم على اساس اذ ان "الائتلاف لا وجود له"، ملاحظاً ان واشنطن لم تكلّف نفسها حتى "احاطة الاممالمتحدة علماً" ببدء العمليات العسكرية. واعرب بوريس باستوخوف رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون رابطة الدول المستقبة، وهو وزير سابق وسفير للاتحاد السوفياتي في كابول، عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة "توشك ان تكرر اخطاء الاتحاد السوفياتي" في افغانستان. واضاف ان مواصلة الغارات على ساحات وليس لاصابة اهداف معينة سيدفع مقاتلي "التحالف الشمالي" الى توحيد الصفوف مع "طالبان" لمواجهة الخطر الخارجي. وحذر من ان الشروع في عمليات برية سيكبّد الاميركيين خسائر فادحة، مشيراً الى انهم لن يحققوا اهدافهم بالقصف الجوي. الى ذلك، نشرت صحيفة "كوميرسانت" ان الطوافات الاميركية في قاعدة خان اباد الاوزبكية التي تبعد 200 كيلومتر عن حدود افغانستان بدأت تعبئتها بالوقود. وفي طاجيكستان كشف قائد قوات الحدود سعيد نوار كمالوف بأنه تم نقل وحدات الاحتياط من العمق الطاجيكي الى الحدود مع افغانستان. وذكر انه تم حتى الآن نقل قوات مظليين مزودين دبابات ومدرعات وراجمات. وقال ان الهدف هو "تعزيز حماية الحدود". الا ان خبيراً عسكرياً قال ل"الحياة" ان المظليين يزجّ بهم عادة في عمليات هجومية ولا يعتبرون من الوحدات "الدفاعية". وتوقع ان يكون المظليون الطاجيكيون بمثابة "ظهر" لقوات "التحالف" التي تحاول تطوير هجومها.