نفت روسيا ان تكون وحداتها دخلت افغانستان، فيما اكدت صحيفة "اوترو رو" ان دبابات بأطقم روسية شوهدت قرب كابول وأشارت الى وجود ضباط اسرائيليين هناك، ونشرت انباء عن معارك بين "طالبان" وقوات "التحالف" الشمالي للسيطرة على مرفأ استراتيجي على نهر بنج. وأصدرت وزارة الدفاع الروسية أمس بياناً نفت فيه بشدة دخول وحدات روسية الأراضي الأفغانية، واكدت مجدداً ان المشاركة المباشرة في العمليات "أمر مستحيل". وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية ذكرت ان وحدات من الجيش الروسي انتشرت في مواقع لقوات "التحالف" قرب كابول. ونقلت "اوترو رو" وهي من أهم الصحف الالكترونية عن موقع "تيك دافكا" الاسرائيلي ان الدبابات الروسية التي جهز بها "التحالف" عبرت الحدود بقيادة اطقم روسية، وهي موجودة قرب كابول. وأضافت الصحيفة ان "خبراء اسرائيليين في مكافحة الارهاب يعتزمون التوجه الى المنطقة". وكانت مصادر موثوقة أبلغت "الحياة" ان الضباط الاسرائيليين وصلوا فعلا وأقاموا موقعاً في قرغيزستان بوصفها "قاعدة خلفية" قبل توجههم الى اوزباكستان. وذكر مراسلون ميدانيون لوكالة "ايتار تاس" الحكومية ان "طالبان" و"التحالف" تبادلا نيران المدفعية الثقيلة والدبابات في موقعي زردكامار ودشتي قلعة على بعد 7 كيلومترات من الحدود الطاجيكية. وأشار المراسلون الى ان "طالبان" حشدت قوات كبيرة تضم ثلاثة آلاف عنصر و40 مدرعة و10 راجمات عند بلدة إمام صاحب لمنع تقدم "التحالف" نحو مرفأ شرهان بندر على نهر بنج والذي يمكن ان يؤمن وصول امدادات الى التحالف والسيطرة على شريط حدودي طوله 100 كيلومتر. وحذرت قيادة "التحالف" من انها قد تفقد المبادرة الاستراتيجية في حال تأخر المساعدات العسكرية. ونقلت "وكالة الأنباء العسكرية" الروسية عن مصدر قيادي في "التحالف" انه في حاجة الى مدرعات ومدافع وهليكوبترات وأسلحة خفيفة وذخائر. وأكد المصدر ان لدى "طالبان" 100 ألف مقاتل موزعون على 20 فرقة وكتيبة، ومنها اثنتان مدرعتان. ومجموع ما لدى "طالبان" 2400 دبابة ومدرعة وناقلة جند مصفحة، و220 راجمة و3400 مدفع هاون، وكان لديها قبل الغارات الأميركية سربان من المقاتلات وأربعة أسراب من الهليكوبترات ولواء مؤلل. وفي المقابل لدى قوات "التحالف" حوالى 35 ألف مقاتل. وبدأت عملية تجنيد في المناطق الشمالية من افغانستان. وكان رئيس الادارة الافغانية في المنفى برهان الدين رباني بحث مع الرئيس الطاجيكي امام علي رحمانوف تزويد "التحالف" أسلحة. واعلن اثر اللقاء انه يؤيد حملة الولاياتالمتحدة وحلفائها "لمكافحة الارهاب وقواعده" في افغانستان. وعارض اجراء مفاوضات مع "طالبان" مؤكدا ان الحركة "يجب أن تستسلم الآن للمجتمع الدولي فوقت المفاوضات قد ولّى". وأشار الى ان حكومة ائتلافية ستشكل وتضم ممثلين عن جميع الشعوب والقبائل الافغانية باستثناء "من تلطخت أيديهم بالدماء". وذكر ان الملك السابق محمد ظاهر شاه يحق له ك"مواطن عادي" ان يشارك في تقرير مصير البلاد وتحديد مستقبله. وحذر الجنرال يوريس ميلنيكوف قائد مركز مكافحة الارهاب لرابطة الدول المستقلة من احتمال ان يتسع نطاق الحرب ويخرج عن الاطار الافغاني. وتوقع ان تنشط "منظمات اسلامية متطرفة" وتستهدف عدداً من دول الرابطة المستقلة. ويرى المراقبون ان مثل هذه التصريحات الصادرة عن القيادات العسكرية توحي بأن الجنرالات الروس ليسوا راضين عن خطوات القيادة السياسية التي تسير نحو علاقات اوثق مع الولاياتالمتحدة وتعمل على "ربط" روسيا بالعملية العسكرية الأميركية.