} توقعت مصادر عسكرية روسية ان تبدأ الولاياتالمتحدة عمليات برية في افغانستان، في غضون ثلاثة أيام، بإنزال قوات كوماندوس من طائرات هليكوبتر. وتوقع الجنرال محمود غارييف مستشار الرئيس الافغاني السابق "مشاكل" ستواجهها الولاياتالمتحدة. قدم الخبراء الروس صورة تفصيلية للهجوم الاميركي المتوقع على افغانستان. معربين عن الاعتقاد بأن وحدات كوماندوس ستنقل بطوافات من نوع "بلاك هوك" الى منطقة العمليات. ونقلت "وكالة الانباء العسكرية" عن مصادر في القوات المسلحة الروسية ان الولاياتالمتحدة لا يمكن ان تقدم على مغامرة نقل القوات براً، في حين ان استخدام طائرات النقل يبدو متعذراً لأن غالبية المطارات في افغانستان دمرت والمتبقي غير صالح لاستقبال طائرات ضخمة. وتوقع الخبراء الروس ان تقلع الطوافات من باكستان أو من حاملة الطائرات "كيتي هوك" قبالة السواحل الباكستانية. ووصف خبير تحدثت اليه "الحياة" العملية بأنها "إملاء وتفريغ"، موضحاً ان الوحدات الخاصة سيتم انزالها في "قواعد للارهابيين" من الطوافات التي تساندها من الجو طائرات قاذفة. واضاف انه بعد تدمير القواعد والقضاء على اي مقاومة محتملة تبدأ عملية "الاخلاء" او "التفريغ". وشدد على ان كلاً من هذه العمليات لن يستغرق وقتاً طويلاً. وكانت وزارة الدفاع الاوزبكية نفت امس احتمال ان تبدأ العمليات من أراضي اوزبكستان، مشيرة الى ان طشقند سمحت بعبور الطائرات الاميركية في اجوائها وهبوطها في مطاراتها، شرط ألا تشارك في عمليات قتالية ضد افغانستان. لكن مراقبين اكدوا ان حشوداً اميركية متزايدة لوحظت في قاعدة خان اباد التي تبعد 200 كيلومتر عن الحدود الافغانية، ومنعت السلطات الاوزبكية اقتراب الصحافيين من القاعدة لإبقاء التحضيرات الجارية داخلها سراً. في غضون ذلك، يتوقع ان تصعد قوات "التحالف الشمالي" المعارضة في افغانستان والتي تطلق على نفسها الآن اسم "جبهة التحرير الوطنية" عملياتها عشية بدء الهجوم الاميركي المحتمل. وذكرت مصادر "التحالف" في دوشانبه ان قوات الجنرال عبدالرشيد دوستم تواصل تطوير الهجوم على مدينة مزار شريف التي يوجد فيها زهاء ألفي مقاتل من حركة "طالبان". وعلى محور آخر استعدت قوات القائد الميداني اسماعيل خان التي كانت سيطرت على بلدة تشاقتشاران لمهاجمة مدينة هيرات. واكدت مصادر "التحالف" ان تطويق المدينة سيعني قطع آخر طريق كان يمكن ان تستخدمه "طالبان" لسحب قواتها المرابطة في الشمال. الا ان التوقعات "المتفائلة" في شأن العمليات الاميركية وهجوم "التحالف" لا تتطابق مع تحليلات الخبراء. اذ ذكر الجنرال محمود غارييف الذي كان المستشار السياسي للرئيس الافغاني السابق نجيب الله في العهد السوفياتي، ان الحملة الاميركية "تكرر أخطاء الاتحاد السوفياتي". واضاف انها بدأت من دون تحضير عسكري أو سياسي. وشدد غارييف على ان عدم استحصال قرار من مجلس الأمن يجعل التحرك "أقل شرعية" ويقلص احتمال مشاركة أو مساندة دول اخرى في الحملة. وتابع ان اطلاق الصواريخ على المدن الافغانية "لا معنى له" بعد ان سحبت "طالبان" كل ما كان يمكن سحبه. وزاد ان الولاياتالمتحدة قد ترغب في مساندة ضرباتها الجوية بعملية برية محدودة زمنياً، إلا انها "ستواجه عند ذاك المشكلات". وحذر غارييف الذي امضى سنوات طويلة في افغانستان من التعويل على "التحالف". واشار الى انه مكون اساساً من الأوزبك والطاجيك، ولذا فإن البشتون الذين يشكلون الغالبية "لن يقبلوا ابداً بحكم الاقليات".