} ستوكهولم - بيروت - "الحياة" - فاجأت الأكاديمية السويدية اهل الأدب والثقافة في العالم بمنحها امس جائزة نوبل للآداب الى الكاتب البريطاني المولود في ترينيداد السير فيديادهار سوور اجبراساد نيبول 69 عاماً، وبالجائزة هذه تكون كافأت نتاج "أحد كبار الكتّاب ذوي النزعة الإنسانية باللغة الإنكليزية"، كما عبّرت براءة الجائزة. وكلّلت الجائزة نتاج الكاتب "لمزجه السرد المنظوري والملاحظة الوفية في اعمال تضعنا في حضور الوجه المضمر للتاريخ" بحسب البراءة ايضاً. وأضافت الأكاديمية: "لا يشعر ف أ س نيبول بالارتياح إلا في داخله، في قلب أسلوبه الفريد والعصي على التقليد. وبعيداً من الموجات الأدبية الرائجة والأنماط الكتابية التي نادراً ما يقاومها الكتّاب، يعيد نيبول صهر الأنواع الأدبية القائمة ليولد منها اسلوباً مبتكراً تضمحل فيه الحدود التقليدية التي تفصل بين الرواية والوثيقة". وتلقى نيبول اعلان منحه الجائزة على أنه "شرف غير متوقع" و"تكريم عظيم لبريطانياوالهند". وأصدر بياناً قال فيه: "إنني مغتبط تماماً. انه شرف غير متوقع". وأضاف الكاتب المقيم في بريطانيا منذ 1953 "انه تكريم عظيم لبريطانيا بلادي، وللهند بلاد اجدادي". والقاص والروائي ف أ س نيبول الذي يعتبر احد وارثي الروائي البريطاني جوزف كونراد، ولد في 17 آب اغسطس عام 1932 في ترينيداد الانتيل في عائلة من المهاجرين الهنود تنتمي الى طبقة رفيعة. وانتقل في الثامنة عشرة الى إنكلترا ليتمّ دراسته في كوينز رويال كوليدج وليتخصص من ثم في الأدب الإنكليزي في اوكسفورد. وبعد عدد من القصص القصيرة تلتها عام 1957 رواية اولى عنوانها "رجال من قش"، أصدر عام 1961 "منزل للسيد بيسواس"، وهي رواية عالج فيها بمزيج من السخرية والطرافة مأزق المهاجرين الهنود في الكاريبي العاجزين عن الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة وعن العودة الى جذورهم. وحققت هذه الرواية لكاتبها شهرة كبيرة. وعرف نيبول كونه كاتباً رحالة يجوب العالم بحثاً عن هويته، فيتنقل بين الهند والأنتيل وأميركا اللاتينية وافريقيا والشرق ويكتب ليصور الناس في حياتهم اليومية. وتندرج كتابته في مساحة ملتبسة بين السرد والوصف. ومن مؤلفاته: "خداع الظلمة" و"عند منعطف النهر" تعتبر من اجمل رواياته و"الهند، الف ثورة وثورة" و"لغز الوصول" و"درب في العالم". وتمكن نيبول عبر الكتابة من تخطي الظلمات التي تكتنف تاريخه القديم وذاكرته كفرد من الشتات الهندي. وفي العام 1998 صدرت له رواية "حتى نهاية الإيمان"، كتبها وقد عم السلام نفسه بعد الرحلة التي قادته قبل سبعة عشر عاماً الى الدول الإسلامية غير العربية اندونيسيا وإيران وباكستان وماليزيا وهي التي ألهمت روايته المحمومة "ما بعد الايمان" التي اعلن فيها موقفه العدائي من العالم الاسلامي. اما حقله الأدبي فامتد تدريجاً ليتخطى جزيرة ترينيداد التي شكلت موضوعه الأول شاملاً الهند وافريقيا والقارة الأميركية من جنوبها الى شمالها ودول آسيا الإسلامية، اضافة الى إنكلترا. وكان نيبول حاز عدداً من الجوائز الرفيعة من اهمها جائزة بوكر برايز 1971 وهو يقيم في جنوب غربي انكلترا، وقد منحته الملكة لقب سير.