اشتعلت "حرب معنويات انتخابية" بين المحافظين والاصلاحيين الايرانيين مع اقتراب استحقاق رئاسيات العام الحالي، اذ تحدثت أوساط محافظة عن ثقتها بالفوز بالرئاسة، واتبعت ذلك بالحديث عن وصول التيار الاصلاحي الى طريق مسدود، وعن ولادة خط فكر تقدمي ديني بين المحافظين. ورد الاصلاحيون بأن الانشقاق صار سمة في التيار المحافظ، وان الاصلاحات هي مطلب الشعب الايراني. جاء اطمئنان المحافظين الى الفوز في الانتخابات الرئاسية على لسان حميد رضا ترقي عضو الشورى المركزية في جمعية المؤتلفة المسيطرة على البازار. ولم يحدد ترقي مرشح المحافظين للرئاسة قائلاً: "ان الأمر ما زال قيد البحث". واضاف: "اننا سنشارك في الانتخابات بصورة فعالة". وفي موقف ايجابي تجاه خاتمي رأى المسؤول المحافظ "ان أهم الخطوات الايجابية لحكومة خاتمي هي مواصلة ترسيخ الجو السياسي المفتوح والمشاركة الجماهيرية"، مضيفاً ان "قوى اخرى شاركت في ذلك، خصوصاً آية الله علي خامنئي". وتعرضت جمعية المؤتلفة اخيراً لانتقادات من التيار المعتدل في الوسط المحافظ، اذ اتهمها طه هاشمي رئيس تحرير صحيفة "انتخاب" المعتدلة بأنها متخلفة مدة خمسين عاماً عن التطورات. ولم يكن بعيداً عن ذلك ما أعلنه محمد رضا باهر، وهو من الشخصيات المحافظة البارزة، اذ كشف عن ولادة "خط جديد من المحافظين سمته التجدد الديني ويشمل المفكرين من كافة قوى التيار المحافط بما فيها جمعية المؤتلفة". ويرى الاصلاحيون في هذه التطورات انشقاقاً داخل صفوف المحافظين بين تياري المتشددين والمعتدلين. ورأت أوساط اصلاحية "ان المعتدلين قرروا الخروج عن سلطة المتشددين مثل جمعية المؤتلفة لوقف حال الانتحار السياسي للتيار المحافظ"، لكن المحافظين يرون في خطواتهم هذه مراجعة ذاتية نقدية تهدف الى اعادة النظر في خططهم واساليبهم من دون ملامسة الخطوط الحمر في استراتيجيتهم، في ظل رؤية ترى ان الاصلاحيين وصلوا الى طريق مسدود، وقال محمد رضا باهز المحافظ البارز: "ان جبهة الثانية من خرداد أي الاصلاحيين وصلت منذ مدة الى طريق مسدود، وهي تحاول الخروج منه عبر استخدام الحرب النفسية ضد معارضيها" المحافظين. ورد الاصلاحيون بأن الهدف من هذا الموقف هو بث اليأس في صفوف المواطنين، وقال مستشار خاتمي عضو الشورى المركزية في اليمين الديني الاصلاحي رسول منتجب نيا ان وصول الاصلاحيين الى طريق مسدود هو أمر بعيد تماماً عن الحقيقة، وأن طرحه لا يخرج عن الحرب النفسية التي يمارسها الذين فقدوا موقعهم في صفوف الشعب". وفي هذه الاثناء صعّد الاصلاحيون عبر النائب محمد رضا خاتمي من انتقاداتهم تجاه التعاطي القضائي مع الصحافة، وقال رضا خاتمي: "ان تعاطي قسم من القضاء مع الصحافة يتسم بأنه اسوأ من السابق"، وأوضح "ان قسماً من القضاء يخضع لتأثيرات ليست من شأن القضاء". ولم يحدد رضا خاتمي هذه التأثيرات، الا ان أوساطاً اصلاحية تُرجع الأمر الى نفوذ المحافظين داخل القضاء.