احتدمت معركة الانتخابات الرئاسية في ايران بعدما دخل حماها وزير الثقافة والإرشاد عطاءالله مهاجراني مدافعاً عن ترشيح الرئيس محمد خاتمي لولاية ثانية، ليرد على انتقادات المحافظين المتواصلة للرئيس بأنه صادر قواعد اللعبة الديموقراطية بإعلانه باكراً ترشيح نفسه. واستهدف مهاجراني مباشرة أبرز المرشحين المحافظين "المحتملين" علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد آية الله علي خامنئي. ولمح الى ان جولة وزير الخارجية السابق أخيراً في لبنان وسورية كانت "دعاية انتخابية" لأنها تزامنت مع مهمة لمبعوث الرئيس خاتمي رئيس مكتبه محمد علي أبطحي، وسبقت جولة ينوي نائب الرئيس حسن حبيبي القيام بها. وكثف المحافظون انتقاداتهم لخاتمي، معتبرين ترشيحه المبكر بمثابة حملة بدأت باكراً جداً وهي غير عادلة، كما عبر حميد رضا ترقي عضو الشورى المركزية ل"لجمعية المؤتلفة" المهيمنة على البازار. كذلك دعا محمد رضا باهز، احد البارزين في التيار المحافظ، الرئيس خاتمي الى الحذر من الخلط بين عمله رئيساً للجمهورية وعمله مرشحاً لانتخابات الرئاسة. لكنه اعتبر ايضاً ان اعلان الرئيس ترشيح نفسه أزال الغموض من أمام كل التيارات السياسية لدرس حساباتها. وأدخل المحافظون العنصر النسائي على خط انتقاد خاتمي بما يعنيه ذلك من دلالات. وقالت منيرة نوبخت عضو شورى مجلس الثورة الثقافية ان على الرئيس "ان يعطي منافسيه بعض الفرص في منافسته لأنه يتمتع بامكانات اعلامية لا يملكها هؤلاء". ورأت ان اسراعه في اعلان ترشيحه "قد يكون ناجماً عن اختلاف داخل التيار الاصلاحي أراد خاتمي التغطية عليه". ورد الاصلاحيون على خصومهم، وقال النائب علي نظري: "إذا ترشح علي أكبر ولايتي مستشار المرشد للانتخابات الرئاسية، فإنه سيلاقي هزيمة أكبر وأصعب من تلك التي لاقاها علي أكبر ناطق نوري رئيس البرلمان السابق في مواجهة خاتمي". وتوقع ان يرشح المحافظون ايضاً احمد توكلي الذي كان نافس هاشمي رفسنجاني في انتخابات الرئاسة للولاية الثانية عام 1993، وذلك بهدف توجيه الانتقاد الى حكومة الرئيس الحالي. وتسلح المحافظون والاصلاحيون بملفات الوضع الاقتصادي والمعيشي، ودعت النقابات وهيئات البازار محافظ ورئيس الجمهورية الى مصارحة الشعب بما انجز وما لم ينجز خلال سنوات عهده الثلاث، وبخاصة في "حل المشكلة الاقتصادية المتفاقمة". وردت أوساط الاصلاحيين بأن ارتفاع نسبة البطالة لا يعني في الضرورة ركوداً، كما عبر الخبير الاقتصادي سعيد ليلاز. ويتوقع ان تُلقي الأطراف المتنافسة بعدد من الملفات في ساحة التجاذب السياسي، الذي سترتفع حرارته وحدته حتى تقول صناديق الاقتراع كلمتها وتختار الرئيس المقبل... والذي يرجح الجميع ان يكون سيد محمد خاتمي.