اعلنت "رابطة علماء الدين المناضلين" دعمها الرئيس خاتمي كمرشح وحيد لها في الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران يونيو المقبل، وذلك في أول خطوة عملية للتيار الاصلاحي تتعلق بترشيح خاتمي. وأكدت الرابطة انها لم تستشر الرئيس قبل اعلانها موقفها، وأنه لم يكن حاضراً في الجلسة التي تم فيها اتخاذ هذا القرار. ويرأس الرابطة رئيس البرلمان الشيخ مهدي كروبي، ويعتبر خاتمي أحد أعضاء الشورى المركزية فيها، التي تضم عدداً من الشخصيات الدينية - السياسية المعروفة كوزير الداخلية السابق علي أكبر محتشمي، ووزير الداخلية الحالي عبدالواحد موسوي لاري، ورئيس مكتب الرئاسة الايرانية محمد علي أبطحي. واعتبرت مصادر ايرانية مستقلة هذه الخطوة بمثابة "التمهيد العملي لإنهاء حال التردد والغموض في شأن احتمال ترشح خاتمي أو امتناعه، خصوصاً بعدما سربت مصادر كروبي ان "ترشيح خاتمي وخوضه الانتخابات ضرورة وطنية لا يمكن تجاوزها". وكان محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس، تحدث عن شروط وخطوط حمر تنبغي مراعاتها كي يقبل خاتمي خوض الانتخابات. ويتوقع ان تبادر أطراف اصلاحية أخرى الى الاعلان رسمياً عن مواقف مماثلة لموقف "رابطة علماء الدين المناضلين"، بما يظهر تماسك الجبهة الاصلاحية واستمرارها في دعم برامج الرئيس الايراني. واعتبر أسد الله بيات عضو الشورى المركزية في الرابطة ان "خاتمي قطع نصف الطريق في تحقيق برامجه وكان موفقاً جداً في ما انجز". في الوقت ذاته، نشرت صحيفة "ايران" الحكومية استطلاعاً للرأي في مدينة شيراز في محافظة فارس جنوب أفادت نتائجه ان 65 في المئة من الناخبين سيصوتون لخاتمي اذا قرر خوض الانتخابات، وان 54 في المئة يعتقدون بتزايد شعبيته عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، فيما يرى 18 في المئة انه فقد من رصيده الشعبي. وأجري الاستطلاع لمناسبة زيارة خاتمي المحافظة وافتتاحه عدداً من المشاريع العمرانية والحياتية فيها. وتوقع المحافظون ان يعلن خاتمي موقفه النهائي من مسألة خوض الانتخابات خلال تلك الزيارة، وطالبوه بإنهاء "لعبة التردد". وضغطوا باتجاه عدم ترشيحه، وأعلن بعض النافذين في التيار المحافظ انه "لا يمكن للبلاد أن تتحمل ولاية ثانية للرئيس خاتمي"، بحسب تعبير حميد رضا ترقي عضو الشورى المركزية في "جمعية المؤتلفة" المسيطرة على البازار. واضطر المحافظون الى معاودة النظر الى بعض طروحاتهم السياسية مع الاعلان أخيراً عن ولادة تيار جديد من "دعاة الفكر الديني التقدمي"، داخل الجبهة المحافظة، وذلك في خطوة لا تخرج عن محاولات استمالة الرأي العام الذي تصب أصواته الآن لمصلحة أنصار خاتمي.