يتحدث الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليوم في مقر الجامعة العربية امام الاجتماع الطارئ للجنة المتابعة الوزارية المنبثقة عن قمة القاهرة الاخيرة، وهو الاجتماع الذي يتم بناء على طلب دولة فلسطين ويحضره وزراء خارجية مصر وسورية ولبنان والسعودية والاردن وتونس والمغرب والبحرين وفلسطين والامين العام للجامعة. ويخصص الاجتماع لبحث العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ورد القيادة الفلسطينية على المقترحات الاميركية الاخيرة خصوصاً في ضوء قمة واشنطن بين الرئيس بيل كلينتون وعرفات. ومن المنتظر ان يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك مع عرفات اليوم لاستعراض "الاجابات" الاميركية عن الاستفسارات والايضاحات التي طلبها الجانب الفلسطيني من واشنطن ونتائج القمة الاميركية - الفلسطينية. فيما توافد وزراء الخارجية العرب المشاركون على القاهرة اجتمع وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى امس للمرة الثالثة على التوالي في غضون ثلاثة ايام مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث. واكد موسى عقب الاجتماع أنه بحث وشعث الاعداد لاجتماعات لجنة المتابعة الوزارية، مشيراً الى ان المواقف ستتحدد بعد اكتمال الصورة بالنسبة الى ما اسفرت عنه اجتماعات واشنطن. وتوقع موسى إعلان الموقف الفلسطيني بعد المحادثات المصرية - الفلسطينية واجتماع لجنة المتابعة. وأيد شعث الاتجاه نفسه وقال إن الصورة ستكتمل بعد وصول عرفات والاطلاع على نتائج محادثاته في واشنطن ورفض الحكم على هذه المحادثات بالفشل أو النجاح، مشيراً الى ان عرفات شرح الموقف الفلسطيني بكامله خلال اجتماعه مع الرئيس الاميركي في واشنطن. وأكد شعث ان عرفات لن يعلن أي موقف قبل أن يستمع الى اشقائه العرب في الاجتماع الطارئ للجنة المتابعة اليوم، والذي سيناقش كل المواقف وسيخرج بقرارات. ودعا شعث الى ملاحظة أن هناك انتفاضة مستمرة، كما أن هناك عدوانا عسكريا اسرائيليا متصاعدا، وبرر ذهاب عرفات الى واشنطن بأن ذلك كان التزاماً منه في البحث عن جميع الامكانات للتوصل الى عملية سلام حقيقية تؤدي الى نتائج تعطى للشعب الفلسطيني حقوقه. ولفت شعث الى "ظروف ميدانية من اصعب ما يمكن" وقال: "ما زلنا نحاول بكل جهودنا أن نرى إذا كانت هناك فرصة لا ينبغي أن تضيع". وقال ان اجتماع لجنة المتابعة اليوم والذي طلبه الفلسطينيون "يأتي لابقاء الوزراء العرب في الصورة كاملة واخذ رأيهم والاستماع الى وجهة نظرهم". وفي شأن ما تردد عن وعد عرفات لكلينتون بوقف العنف شدد شعث على أن العنف الحقيقي الآن هو من الجانب الاسرائيلي، وقال: "إذا اوقف الاسرائيليون العنف فالجانب الفلسطيني ملتزم بقرارات قمة شرم الشيخ". كما عقد موسى محادثات مع نظيره اللبناني السيد محمود حمود الذي وصل إلى القاهرة أمس للمشاركة في اجتماعات لجنة المتابعة. وصرح حمود بأن اللجنة ستستمع إلى تقرير من عرفات حول ما توصل إليه المفاوضون الفلسطينيون بما في ذلك القمة الفلسطينية - الأميركية الأخيرة، مشيراً إلى أن أعضاء اللجنة سيتشاورون حول المقترحات الاميركية استناداً إلى قرارات قمة القاهرة وإلى الثوابت العربية المتعلقة بالقدس وحقوق الشعب الفلسطيني. وأوضح حمود أن لبنان يتمسك بحق العودة لجميع الفلسطينيين استناداً إلى الشرعية الدولية ولا سيما القرار 194، وقال إن هذا هو موقف كل الدول العربية بما فيها فلسطين وذلك باعتبار ان حق العودة مقدس ويجب أن نتمسك به. إلى ذلك استقبل الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد وزير الخارجية اللبناني لبحث ترتيبات اجتماع لجنة المتابعة. وكانت مندوبية فلسطين لدى الجامعة تقدمت بمذكرة الى الأمين العام تدعو إلى موقف عربي موحد إزاء المقترحات الاميركية الخاصة بتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وعلمت "الحياة" أن ورقة العمل الفلسطينية المقدمة للاجتماع الطارئ تم تعديلها بإضافة بند يبحث في العدوان العسكري والسياسي على الأراضي الفلسطينية وذلك لتجنب أي حرج لدى بعض الأطراف العربية مما قد يؤدي إلى غيابهم عن الاجتماع، إذ كانت الورقة الأولى تتضمن مناقشة المقترحات الاميركية فقط. وقالت مصادر سياسية عربية في القاهرة ل "الحياة" إن هناك تحفظاً لبنانياً على ما تحتويه الورقة الاميركية من مسألة عودة اللاجئين وتوطينهم باعتبارها قضية حساسة بالنسبة الى لبنان ولم تعالجها المقترحات الاميركية بحسم. وأشارت المصادر إلى رفض سوري تام لهذه المقترحات وكذلك رفض أي التزام يرتبه حضور الاجتماع. وقبل 24 ساعة من عقد الاجتماع الطارئ أرسل الجانب الفلسطيني نص ورقة العمل الفلسطينية المقدمة للاجتماع إلى الوزراء المشاركين عن طريق سفرائهم المعتمدين في القاهرة. وكشفت المصادر أن السلطة الفلسطينية طلبت من الجانب الاميركي رسالة تطمينات حول قضيتي السيادة على الحرم الشريف وحق العودة للاجئين قبل إعلان القبول الفلسطيني المبدئي بالمقترحات الاميركية. وأكدت المصادر أن الفلسطينيين يبحثون عن دعم عربي من وراء اجتماع اللجنة اليوم في حال القبول بالمقترحات الاميركية أو رفضها.