طمأن وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث السفراء العرب لدى الجامعة العربية وأمينها العام الدكتور عصمت عبدالمجيد على الموقف الفلسطيني في اتفاق واي ريفر، فيما تسلم وزير الخارجية المصري عمرو موسى رسالة هي الأولى من نظيره الإسرائيلي ارييل شارون تعهد فيها بالتزام الاتفاق الذي رعته واشنطن، وقرار الحكومة الاسرائيلية استئناف اجتماعاتها الخاصة بالمصادقة على الاتفاق غداً تمهيداً لعرضها على الكنيست البرلمان الاسرائيلية لاحقا. ودعا عبدالمجيد الى اجتماع للسفراء العرب في الجامعة ظهر أمس بحضور شعث الذي أبلغهم رسالة من الرئيس ياسر عرفات تدعو وزراء خارجيتهم الى مواصلة الضغط على إسرائيل الى أن تلتزم الاتفاقات الموقعة على المسار الفلسطيني ومرجعية عملية السلام واسسها على كل المسارات، . السفير السوري وغادر سفير سورية عيسى درويش اللقاء قبل انتهائه، فيما لوحظ عدم مشاركة سفراء لبنان وليبيا والبحرين والإمارات وسلطنة عمان وقطر الذين أنابوا القائم بالأعمال لتمثيلهم في الاجتماع. وشدد شعث خلال اللقاء على التزام الفلسطينيين رفض استئناف المفاوضات المتعددة الأطراف أو المشاركة في اجتماعات اقليمية تحضرها إسرائيل طالما لم تستأنف المحادثات على المسارين السوري واللبناني، ولفت الى ضرورة التزام قرارات قمة القاهرة التي انعقدت في حزيران يونيو عام 1996. وأكد أن الفلسطينيين لم يقدموا تنازلات في اتفاق واي ريفر، وأنهم حققوا مكاسب أهمها المساحة الجديدة التي ستنسحب منها إسرائيل واطلاق 750 معتقلاً فلسطينياً والممر الآمن بين الضفة وقطاع غزة وتشغيل مطار غزة. ودافع عن الاتفاق قائلاً: "نجحنا في أن نحول الولاياتالمتحدة من حليف استراتيجي لإسرائيل الى وسيط في عملية السلام بعد توقيع الرئيس بيل كلينتون على اتفاق واي، وشددنا على رفض تسليم أي فلسطيني الى إسرائيل وعلى أن دور الاستخبارات الاميركية لا يتجاوز إطلاعها على الاجراءات الأمنية التي يتخذها الفلسطينيون لمنع أي اعمال تفجيرية أو انتحارية". وتابع: "ارتضينا السلام وإذا ما فشلنا ووصلنا الى طريق مسدود فإن كل الخيارات أمامنا". الدولة الفلسطينية الى ذلك، أكد شعث في لقاء مع وكالة "أنباء الشرق الاوسط" المصرية التزام الفلسطينيين إعلان دولتهم المستقلة في الرابع من آيار مايو المقبل، ودعا الدول الأوروبية الى الاعتراف بها وبحدودها قبيل الرابع من حزيران يونيو عام 1967، معتبراً ذلك "بمثابة ضمانة أوروبية تدعم الفلسطينيين في موقفهم الرافض التنازل عن شبر واحد من أراضيهم"، وتوقع عدم اعتراف واشنطن بهذه الدولة. وطالب القاهرة بوساطة في الخلافات مع سورية، وقال: "الرئيس عرفات لا يضيع فرصة للاتصال مع السوريين"، فيما شدد على أن مصر الحليف الرئيسي والاستراتيجي لفلسطين، واستبعد حدوث فتنة فلسطينية، وكذا إعادة إسرائيل الأراضي التي انسحبت منها في الضفة والقطاع.