تصاعدت المخاوف في مقدونيا من قيام حركة مسلحة البانية، على غرار ما حدث في كوسوفو وجنوب صربيا، إثر هجمات تعرضت لها مؤسسات في غرب البلاد ذي الغالبية من السكان الألبان. وشهدت مناطق مقدونية متفرقة هجمات بالقذائف الصاروخية والقنابل خلال الأسبوع الماضي، تركزت في المناطق الريفية حيث غالبية السكان من الألبان، اضافة الى تهديدات بتوسيع هذه العمليات لتشمل العاصمة سكوبيا والمدن الرئيسية. وأطلقت قذيفتان صاروخيتان على مخفر للشرطة في قرية تيارسي القريبة من مدينة تيتوفو أكبر مدينة البانية في مقدونيا. وأسفر الحادث عن قتل شرطي وإصابة ثلاثة من زملائه بجروح كما تعرض قطار للركاب لصاروخ قرب بلدة كيتشيفو فاخترق نافذة احدى العربات وخرج من النافذة المقابلة لها، ما جعل اضراره بسيطة بالنسبة الى الركاب الذين "مرّ من فوق رؤوسهم". وتلقت وسائل الاعلام المقدونية بياناً بالفاكس مصدره ألمانيا، يحمل اسم "جيش التحرير الشعبي" وعلامة شبيهة بشعاري "جيش تحرير كوسوفو" و"جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا" اعلن قيام "الحركة الألبانية المسلحة" في مقدونيا، التي بدأت مهماتها بتنفيذ عمليات ضد "المؤسسات التي تمارس الاضطهاد ضد الألبان". وحدد البيان مطالب "جيش التحرير الشعبي" بأنها في مجال "الحقوق المشروعة للشعب الألباني، لتكون مساوية لما يتمتع به المقدونيون". ونقلت صحيفة "فيسنيك" المقدونية الصادرة في سكوبيا أمس، عن مصادر أمنية ان اجراءات مشددة اتخذت في محطات القطارات والحافلات وفي محيط المؤسسات الحكومية التي تلقت تهديدات عبر الهاتف والرسائل بتنفيذ هجمات ضدها، اضافة الى تكثيف الحراسة والتفتيش في المناطق الشمالية من مقدونيا، المحاذية لكوسوفو وجنوب صربيا. واشارت الصحيفة الى توافر معلومات عن أن "مجموعات من مقاتلي جيش تحرير كوسوفو، انتقلت الى مقدونيا للاشراف على تنظيم حركة مسلحة". واثر الاتهامات الموجهة الى جيش تحرير كوسوفو، نقلت صحيفة "فاكتي" الألبانية الصادرة في مقدونيا عن الناطق السابق باسم هذا التنظيم ياكوب كراسنيجي الأمين العام لحزب كوسوفو الديموقراطي حالياً الذي يتزعمه هاشم ثاتشي نفيه أي علاقة لجيش تحرير كوسوفو، بالهجمات التي وقعت في مقدونيا. وأشار كراسنيجي الى انه ليس من مصلحة ألبان كوسوفو حدوث توتر في هذا البلد، وقال: "اننا مع حل مشكلات الألبان في مقدونيا بالوسائل الديبلوماسية". كما نفى زعماء البان مقدونيا وجود علم لهم ب"جيش التحرير الشعبي". وأفاد روفي عصماني رئيس بلدية غوستيفار ثاني أكبر المدن الألبانية في مقدونيا انه سيرفع دعاوى قضائية ضد صحيفتي "نوفا مكدونيا" و"فيتشر" الحكوميتين اللتين اتهمتاه بالتورط مع منفذي العمليات "الارهابية" في مقدونيا. وسادت اجواء الخوف وسط سكان العاصمة سكوبيا، من امتداد الصراع الدموي في كوسوفو وجنوب صربيا الى مقدونيا، وخصوصاً ان الألبان يطالبون منذ العام الماضي، بانهاء تحكم العرق المقدوني بالسلطات المركزية، وتحويل البلاد دستورياً الى دولة اتحادية تتكون من منطقتين لكل منهما حكم ذاتي واسع، احداهما مقدونية والأخرى البانية، اعتماداً على الكثافة السكانية.