قال مرشح ليكود واليمين لرئاسة الحكومة في اسرائيل ارييل شارون انه واثق من قدرته على تشكيل حكومة "وحدة وطنية" يكون "ليكود" و"العمل" قطبيها الاساسيين، مضيفا ان اتصالات في هذا الشأن تجري منذ أيام، من دون الخوض في التفاصيل. واعتبر تشكيل حكومة كهذه "أمرا ملحا" في اسرائيل لوضع حد للتمزق والقطيعة داخل المجتمع. وزاد انه سيبذل جهداً حقيقياً للتوصل الى شراكة كاملة مع العرب في اسرائيل. وتأتي أقوال شارون رداً على رئيس الحكومة ايهود باراك الذي صرح بأنه اذا خسر الانتخابات لن يقود حزبه الى "حكومة طهران - اسوان"، في اشارة واضحة الى التهديدات التي وجهها الى مصر ولبنان النائب اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان، الشريك العتيد في حكومة شارون. وحاول مئير شتريت، رئيس الطاقم الاعلامي لشارون التقليل من شأن تصريحات ليبرمان بالتأكيد على ان شارون وحزبه يرفضان أي إملاءات من ليبرمان أو غيره، وان الحكومة العتيدة ستسعى الى السلام مع ضمان الأمن الشخصي للاسرائيليين. لكن ليبرمان واصل تهديداته وتصريحاته العنصرية وانتقد سعي شارون لاستمالة أحزاب الوسط. وقال ان حكومة شارون سترد على حرب الاستنزاف التي يقوم بها الفلسطينيون بحرب ضروس، ونادى بضرورة اللجوء الى سياسة القبضة الحديد مع المواطنين العرب في اسرائيل وضد من يقوم بأعمال عنف، قائلا: "يجب اقحام الدبابات واطلاق الرصاص الحي عند الحاجة. ولا أرى هذا التصرف منافياً للديموقراطية. أيضاً هتلر وصل الى الحكم بطريقة ديموقراطية، وأنا لا أرى فرقاً بين النازيين والعرب الذين يبغون تدميرنا". ونصح ليبرمان بالرد على استفزازات "حزب الله" على الحدود الشمالية تماماً مثلما ردت الولاياتالمتحدة على يوغوسلافيا حين حمّلت حكومتها مسؤولية ما يحصل في كوسوفو فقصفت من دون تردد البنى التحتية والمستشفيات والجسور: "هكذا علينا ان نرد في لبنان ولتفهم حكومتها انها مسؤولة عما يحصل على حدودها معنا". وشككت أوساط في ليكود بدوافع تصريحات ليبرمان، ورأت انه يسعى اساساً للحيلولة دون دخول "العمل" في حكومة وحدة مما سيضطر شارون الى تشكيل حكومة يمينية ضيقة لن تعيش طويلاً وتكون النتيجة اجراء انتخابات عامة مبكرة، وهو ما يسعى اليه رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو الذي يعتبر ليبرمان من أقرب مقربيه. من جهة اخرى، يتوقع مراقبون تصعيداً في الحملة الانتخابية لشارون وباراك الاسبوع الجاري. ونقل عن معسكر باراك انه سيواصل اظهار شارون كمثير للحروب وقد يلجأ الى التشكيك في صحته وقدرته على ادارة أمور الدولة. في المقابل، يتبنى طاقم شارون الانتخابي شعاراً جديداً مفاده ان "باراك سيعيد اللاجئين الى اسرائيل"، لكن المراقبين يستبعدون ان يطرأ تغيير جدي على فارق النقاط الكبير لصالح شارون في استطلاعات الرأي.